كفالة اليتيم اتفقَّ علماء وفقهاء الشريعة الإسلاميّة على تعريف اليتيم بأنّه من فقدَ أباه قبل الاحتلام؛ أي البلوغ، فمن مات عنه أباه قبل بلوغه يُطلق عليه لقب اليتيم، أمّا من مات أبوه بعد بلوغه لا يُطلق عليه يتيم. تُعدّ كفالة اليتيم أحد الأعمال الخيريّة التطوعيّة التي يُبادر الإنسان المسلم لأدائها اقتداءً بالنبيّ محمد صلّى الله عليّه وسلّم الذي حضّ عليها لما تُقدّمه من النفع على المجتمع الإسلاميّ.
ذكرت الأحاديث النبويّة الشريفة والآيات القرآنيّة الكريمة فضل كفالة اليتيم وثوابها؛ حيث إنّ لكفالة اليتيم العديد من الأشكال والشروط الواجب العمل بها والخضوع لها حتّى تكون بصورتها الصّحيحة.
شروط كفالة اليتيم - أن يكون اليتيم غير بالغ؛ أي تحت سنّ البلوغ، وليس هناك سن محدد للبلوغ؛ فتختلف مرحلة البلوغ تبعاً للدولة التي يُقيم فيها اليتيم والعوامل الجغرافيّة والمُناخيّة الخاصّة بها والتي تؤثّر على عمليّة البلوغ، فقد يُحدد قانون الدولة سن البلوغ عند إدراك سن الثامنة عشر أو الواحد والعشرين، ولكن قد يسقط شرط السن لإجراء الكفالة في بعض الحالات ككفالة يتيم فاقد للأهليّة؛ أي مصاب بأحد الأمراض العقليّة، أو من ذوي الاحتياجات الخاصّة؛ ففي هذه الحالات لن يستطيع اليتيم تأمين متطلّبات الحياة الأساسيّة.
- أن يكون اليتيم غير مقتدر اقتصاديّاً وغير قادر على تأمين متطلّبات الحياة الشخصيّة واليوميّة كالطعام والشّراب وتوفير الأموال اللازمة لإتمام الدراسة.
كيفيّة كفالة اليتيم توجد العديد من الأشكال لإجراء عمليّة كفالة اليتيم، مع العلم أنّ عمليّة كفالة لا تعني إنساب الشخص اليتيم للكفيل؛ بل يحتفظ اليتيم باسمه الحقيقي ونسبه. من أشكال كفالة اليتيم:
- تقديم مبلغ من المال لإحدى المؤسسّات المخصّصة لكفالة اليتيم، وقد يُدفع هذا المبلغ شهريّاً أو حسب النظام المتّبع للمؤسّسة، بحيث يُقدَّم المبلغ لأحد الأيتام المُختار من قِبل الكفيل، أو أكثر من يتيم تبعاً للقدرة الماديّة.
- تقديم كافّة المصاريف التي يحتاجها اليتيم لإتمام المراحل الدراسيّة.
- توفير المأكل والمسكن للطفل اليتيم من خلال ضمّه إلى الأسرة ومعاملته كباقي الأفراد، ويجب مراعاة بعض الضوابط والأحكام الإسلاميّة في هذه الحالة، فلا يجب نسب الطفل للكفيل بأي شكل من الأشكال، ولا يتمّ تخصيص حصّة من الميراث له.
- تخصيص مبلغ شهريّ لأحد الأطفال الأيتام ودفع مصاريفه دون أخذه من المكان الذي يسكن به، وإعطاء المبلغ لوالدته أو ولي أمره، والتأكّد من أنّ المبلغ الماليّ يُصرف على الطفل اليتيم وعلى احتياجاته الأساسيّة، وعدم استغلال أموال اليتيم من قِبل ولي الأمر بأيّ شكل من الأشكال.