هي عبارة عن كيس طوليّ الشكل، شكله يشبه نبات الكمّثرى، يقع تحت الكبد، ويخزّن العصارة الصفراويّة التي ينتجها الكبد، والتي تعتبر ضروريّةً في عمليّة هضم الدهون في الجسم، ويبلغ طول المرارة ما بين 7 و10 سم، أمّا عرضها فيتراوح بين 2 و3 سم، وتستطيع استيعاب حوالي 50 مليلتراً من العصارة الصفراويّة، وللمرارة ثلاثة أجزاء رئيسيّة، القعر والجسم والرقبة، وتمتدّ لتصل بالقناة المراريّة التي يبلغ طولها بين 3 و4 سم، وتحمل العصارة الصفراويّة إلى القناة الصفراويّة المشتركة. فقبل تناول الوجبات تكون المرارة مليئة بالعصارة الصفروايّة، أمّا بعد الوجبات تكون فارغة ومنبسطة الشكل، واستجابةً للعديد من الإرسالات داخل الجسم تصرّف المرارة العصارة الصفراويّة المُخزّنة داخلها إلى القناة المراريّة، ومن ثمّ إلى القناة الصفراويّة المشتركة، بعدها إلى الاثني عشر، لتعمل هناك على إذابة الدهون وهضمها بشكل سليم. وتعتبر عمليّة إزالة المرارة جراحيّاً من أشهر العمليّات الجراحيّة، ولا تسبّب أيّ مشاكل في الهضم أو مضاعفات صحيّة عند الأشخاص الأصحّاء، عدا عن ازدياد تعرّضهم للإصابة بالاسهال وباختلال هضم الدهون.[١][٢]
الأمراض التي تصيب المرارة والأعراض المصاحبة لهاتنتج معظم أمراض المرارة من تهيّج بطانتها، فيما يُعرف بالتهاب المرارة، وينشأ هذا الاتهاب عادةً من وجود حصى تغلق القنوات المراريّة، وتؤدّي بذلك إلى تجمّع المادّة الصفراء في المرارة، وتتشكّل حصى المرارة عندما تعمل المواد المُكوّنة للعصارة الصفراويّة مثل الكولسترول والأملاح الصفراويّة والكالسيوم على تكوين جسيمات صلبة، تتراوح أحجامها بين صغير كحجم حبّة الرمل، وكبير قد يصل إلى حجم كرة الغولف. كما قد تتشكّل عند حدوث اضطراب في المرارة يمنعها من إفراغ محتوياتها من العصارة الصفراويّة بشكل كامل.
وهنالك العديد من العوامل التي قد تزيد من فرصة الإصابة بحصى المرارة، كالسمنة وتناول الوجبات الغنيّة بالدهون بكثرة والمعاناة من داء السكّري وتناول الأدوية المحتوية على الإستروجين وغيرها. أمّا أبرز الأمراض التي قد تصيب المرارة فهي كالآتي:[٣]
تعتبر حصى المرارة والالتهاب النّاتج عنها أكثر أمراض المرارة شيوعاً، ولها العديد من طرق العلاج، ويعتمد اختيار الطريقة على عدّة عوامل، كعمر المريض وحالته الصحيّة، وتكرار الشعور بالآلام وشدّتها، وإذا ما صاحبها أعراض أخرى، بالإضافة إلى وجود مضاعفات ناتجة عنها. ويعمل الأطباء عادةً على إزالة المرارة، إمّا عن طريق عمليّة جراحيّة، وإما باستخدام أداة تُسمّى بالمنظار، التي تُستخدم بشكل أكبر حاليّاً لقلّة المضاعفات النّاتجة عنها، ولاعتمادها فقط على صنع ثقوب صغيرة في البطن، وثبت نجاح هذه العمليّة أيضاً لعلاج الأورام الخبيثة والحميدة في المرارة.
أمّا إذا ما كانت الحصى في القناة الصفراويّة المشتركة، فقد يجري الأطباء ما يُسمّى بـ ERCP، وهي عمليّة تنظير تقوم على إدخال أنبوب من الفم حتّى يصل إلى مكان التقاء القناة الصفراويّة بالاثني عشر، فبالإضافة إلى دورها في تشخيص سبب المرض ومكان الحصوة، قد تنجح في الكثير من الحالات في شفاء الأعراض النّاتجة عن الحصوة، إلّا أنّها لا تزيلها بشكل كامل.
وهنالك أيضاً العديد من الأدوية التي تذوّب حصى المرارة، مثل دواء أورسوديوكسيكوليك أسيد، الذي يستطيع إذابة الحصى صغيرة الحجم وينجح في ذلك في 40% من الحالات، وكذلك دواء ميثيل تيرتبيوتيل إيثير الذي يُحقن مباشرة في المرارة، وقد يلجأ بعض الأطباء إلى إجراء عمليّة تفتيت الحصى باستخدام الأمواج الصوتيّة، إلّا أن استخدامها قلّ وبشكل كبير في السنوات الأخيرة.[٤][٥]
المراجعالمقالات المتعلقة بما هي أعراض المرارة وعلاجها