يتوق الكثيرون إلى الزواج لتحقيق الاستقرار الرّوحيّ والعاطفيّ في حياتهم. على الرّغم من أنّ الكثير ينظر للزواج أنه الطريق لللامسؤوليّة والحريّة بعيداً عن سلطة الأهل، إلّا أنّه حقيقةً المسؤوليّة الأكبر في حياة الإنسان، ويجب عليه أن يقيم واجباته بحذافيرها ليكون زواجه وشريك حياته ناجحاً. وقد حدّد الإسلام بدايةً شروطاً لصحّة الزواج، ومن ثمّ أصبحت عادات وتقاليد يلتزم الجميع بها بغضّ النظر عن الديانة، وهذا بحكم المجتمع وقوانينه أيضاً.
لقد حدّد الإسلام لصحّة الزواج ثلاثة شروط، ألا وهي موافقة ولي أمر الزوجة بالإيجاب والقبول، ووجود شهود على عقد الكتاب، وإقامة "العرس" لإشهار زواج هذين الشخصين بين الناس. أمّا العرس فقد أصبحت له تقاليده وعاداته التي تتميز كل دولة أو منطقة بطابعها الخاص بها.
العرس أو ما يسمّى الزّفاف هو اليوم المحدّد والمعلن للناس لإقامة مراسم الزواج وإعلان بدايته. تتعدّد طقوسه وتختلف من بلد لآخر ومن ديانة لأخرى، إلّا أنّ الهدف الرئيس منه إشهار زواج الشّخصين وبداية تاريخ حياتهما معاً.
على الرّغم من اختلاف عادات وتقاليد الأعراس في كل بلد، إلّا أنّ الطّابع الغالب على الأعراس أنّها تتم بمباركة رجال الدّين، سواء في الإسلام، أو المسيحيّة، أو اليهوديّة، أو حتّى غيرها من الدّيانات. حيث يدعى الأهل والأقارب والأصدقاء إلى مكان الاحتفال، وتقام الطقوس وتقدّم الولائم والحلويّات للضّيوف، وتوضع الموسيقى والأغاني.
وكما قلت، فإنّ هذه المراسم تختلف من مكان لآخر، إلّا أنّه هناك عادات وتقاليد غريبة لا تزال تطبّق ليومنا هذا. ففي إفريقيا في جزيرة موباسا إذا طلب رجلان فتاة للزواج منها، عليهما أن يقتتلا حتى الموت، ومن يعيش ويكون الأقوى ينال شرف الزّواج منها. أمّا في الهند، فهناك مهرجان يقام لضرب الأزواج، حيث تحمل الفتيات العازبات العصيّ ويذهبن للمهرجان، وتلتقي بشريك حياتها وتضربه بالعصا على رأسه وظهره، فإذا لم يشتكي فهو الأكثر تحمّلاً للضرب والأكفأ لها!
أمّا في الصين فتعقد خطبة العروسين دون أن يرى بعضهما، وبعد ذلك تتزيّن العروس وترسل إلى مكان خاصّ خارج بلدتها، ويراها العريس هناك فإن أعجبته تزوّجها، وإن لم تعجبه عادت لبيت أهلها. في جزيرة جاوة تصبغ العروس أسنانها باللون الأسود، وتجلس تحت أقدام زوجها وتغسلهم، ليكون هذا دليلاً للعريس أنّها على استعداد لخدمته طيلة حياتها! وفي إندونيسيا فإنّ من عاداتها الغريبة أنّ العروس لا تطأ قدميها الأرض يوم عرسها، حيث يقوم والدها بحملها من بيت أهلها إلى مكان زفافها وبيت عريسها طيلة الطريق، دون أن تصل للأرض.
الإسلام جاء وكرّم المسلمات الحرائر في أعراسهنّ، فكتب لها حقّاً المهر، وتخرج من منزل أهلها عزيزة مكرّمة، وتقام الطقوس والاحتفالات حسب الشريعة الإسلاميّة، بعيداً عن الاختلاط والأغاني المحرّمة. لكنّ هذا لا يمنع أن يكون لكل دولة عربيّة طقوسها الخاصّة أيضاً في أعراسهم؛ ففي مصر مثلاً كثيراً ما تقام "أفراح الشوارع" حيث يحضر هذه الأعراس آلاف النّاس. وأمّا في السّعودية فهناك ما يسمّى "العنيّة" والجمريّة"، حيث أنّ العنيّة ما يقدّمه العريس لأهل العروس من إعانة ماديّة، والجمريّة فهي الوليمة التي تقدّم من العريس. ولا ننسى طقوس قبل ليلة العرس كليلة الشّمع أو ليلة الحنّة.
المقالات المتعلقة بما هو العرس