تخرج علينا بين الحين و الآخر كثيرٌ من المنظمات التي تدّعي الحفاظ على حقوق المرأة زوراً و بهتاناً ، و ترفع شعار حقّ تريد به باطل ، و إنّ من رفعوا شعارات تحرير المرأة قبل بضع عقودٍ خلت ، لم يكن في نيّاتهم اعطاء المرأة حقوقها و نصرتها حقيقةً ، بل كانت نيّاتهم إخراج المرأة من عباءة العفّة و الطّهر التي زيّنها بها الإسلام ، فلا تكاد ترى شريعةً أكرمت المرأة كما فعل الإسلام ، فبعد أن كانت تعامل معاملةً ماديّةً بحتةً ، و بعد أن كانت تسترق و تباع و تشترى ، جاء الإسلام ليبطل تلك العادات كلّها و ليؤكّد أنّ النّساء هم شقائق الرّجال .
و قد شرع الله سبحانه و تعالى الزّواج ليجمع بين الرّجل و المرأة برابطةٍ مقدّسةٍ تضبطها أحكامٌ و تشريعاتٌ و توجيهات ، فلكلّ طرفٍ في هذه العلاقة حقوقه كما أنّ عليه واجبات ، و لا يفهم من إعطاء الإسلام للرّجل حقّ القوامة في الأسرة الفوقيّة و الاستعلاء ، فالرّجل مأمورٌ بحسن معاملة زوجته و الانفاق عليها و حمايتها من الأذى و دفع الضّر عنها ، و إنّ جعل القوامة للرّجل إنّما هو لحكمةٍ بالغةٍ للشّرع الحكيم ، فالرّجل بما أعطاه الله من صفات الرّجولة و القيادة و الخشونة قادرٌ أكثر من المرأة على تحمّل مسؤوليات الحياة و واجباتها ، فالمرأة رقيقة المشاعر، ضعيفةً بطبعها مفتقرةً إلى عون الرّجل و محتاجةً إلى وقوفه معها في الحياة ، فالزّواج شراكةٌ بين اثنين يقدّم كلّ واحدٍ منهما ما كلّف به في إطارٍ من المحبّة و المودّة و التّراحم .
و إنّ للزّوج لحقوقٌ على زوجته منها حقّ الطّاعة ، فعلى الزّوجة أن تطيع زوجها في المعروف و لا تعصيه ، فمن صفات المرأة الصّالحة أنّها إذا أمرها زوجها أطاعته ، و من حقوقه كذلك عليها حقّ الاستمتاع بها ، و قد بيّنت الشّريعة ذنب المرأة التي تمتنع عن معاشرة زوجها من غير عذرٍ كمرضٍ أو غيره حيث تلعنها الملائكة حتى تصبح ، و من حقوق الزّوج كذلك أن لا تدخل بيته من لا يحب ، و أن لا تقوم بالخروج من بيتها بغير إذنه ، و كذلك للزّوج حقّ تأديب زوجته إذا نشزت و ترفّعت عليه بالأذى .
المقالات المتعلقة بما حقوق الزوج على زوجته