تعتبر الهجرة النّبوية هي نور و فجر الإسلام ليعلن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم قيام الدولة الإسلامية و نشر دين الإسلام و تبليغ رسالة الله تعالى في الأرض لعبادة إله واحد هو الله تعالى عزّ و جلّ . نذكر إن الرسول عليه الصلاة و السلام ولد و نشأ في مكة المكرمة و كانت معظم حياته في مكة و تزوج فيها من السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها و قبيلة الرسول عليه الصلاة و السلام هي قبيلة قريش و كان أعمامه و جده عبدالمطلب هم من أسياد قبيلة قريش .
عندما إختار الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ليكون رسوله و خاتم الأنبياء عليهم الصلاة و السلام و تبليغ الرسالة نزل أمر الله تعالى ليكون محمد صلى الله عليه و سلم الهدى للبشرية و إخراجهم من الظلمات للنور من مكة المكرمة مركز الأرض . كان لسيدنا محمد عليه الصلاو السلام مكانة عند أهل قريش و كان يلقب بالصادق الأمين و نذكر إن قريش هم من العرب في زمن الجاهلية و قد كان يعبدون الأصنام و قد سمعوا بقصص الأنبياء من اليهود و النصارى الذي كانوا يقطنون في شبه الجزيرة العربية فأمر الإسلام هذا لم يعجبهم قط فحاربوا دعوة الإسلام بكل قوة و عدة ،و في بداية الدعوة للإسلام واجه سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام الأذى الكثير و قلة هم من أسلم معه و بدأت الدعوة سراً و عندما جهر بها هاجمه أهل قريش و قرروا أن يحاربوا و وصل بهم الأمر أن يقتلوه فهم ليس بسهولة يتخلون عن آلهة آباهم و هي الأصنام التي كانت محاطة بالكعبة .
أسباب الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة رفض أهل قريش دين الإسلام فكانت تحاربه أشد محاربة و كان الرسول عليه الصلاة و السلام يبلغهم الدعوة بأسلوب لطيف و رفيق لإن دين الإسلام لا إكراه فيه لكن عقو أهل قريش أغلبيتها مقفلة فحاربوه بشتى الوسائل ، و التعرض الرسول عليه الصلاة و السلام للأذية و نذكر كيف أبو لهب و أبو جهل حاربوا الرسول طوال الثلاثة عشرة سنة التي قضاها في نشر الدعوة في مكة المكرمة لذلك لا بد أن يرحل لمكان آمن غير مكة ليبلغ دين الإسلام فكانت المدينة المنورة هي المكان الآمن له . في بداية الدعوة سراً آمن مع الرسول عدد قليل و كانوا يحفظون ما أنزل على الرسول من آيات القرآن الكريم و يعبدون الله بالصلاة و عند الجهر بالدعوة عرف أهل قريش من أسلم مع الرسول عليه الصلاة و السلام و تعرضوا للتعذيب و القتل من أهل قريش مثل آل ياسر لذلك خوفاً عليهم لا بد من مكان آمن يذهب إليه بهم للوقاية من خطر قريش . كان أهل المدينة المنورة يشتاقون لرؤية الرسول عليه الصلاة و السلام فقد بايعوه في البيعتين و آمن معه أسياد قبيلتي الوس و الخزرج و كانوا على إستعداد لإستقبال سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام فكانت المدينة المنورة هي المكان الآمن من خطر قريش . كانت هجرة الرسول عليه الصلاة و السلام بأمر من الله تعالى حتى يبلغ الرسالة للناس ففي تلك الليلة كان أهل قريش يعدون العدة لقتل محمد فخرج عليه الصلاة و السلام من مكة فحماه الله تعالى من القتل و هاجر محمد عليه الصلاة و السلام برفقة صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى مكان آمن بعيداً عن قريش و كانت تلك الرحلة هي الحجرة النبوية التي إعتمدها المسلمون من يومها تقويم هجري في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه . فالهجرة كما نذكر قام بها الكثير من الأنبياء عندما يتعرضون للأذى مثل هجرة سيدنا إبراهيم و هجرة سيدنا لوط و هجرة سيدنا موسى عليهم الصلاة و السلام .