محتويات
عدد المرات التي حج فيها النبي عليه السلام
لا يوجد اختلاف على أن النبي عليه الصلاة والسلام قد حج مرة واحدة فقط ، وهي الحجة التي كانت في السنة العاشرة للهجرة، وإنما وقع الاختلاف في حجه قبل الهجرة، فقد روى الترمذي عن جابر بن عبد الله أنه حج ثلاث مرات، منها حجتين قبل الهجرة، وحجة واحدة بعد الهجرة، إلا أنّ الترمذي رأى بأن هذا الحديث غريب من رواية سفيان، كما سأل البخاري عنه فلم يعرفه من حديث الثوري، وفي رواية أنه لم يعد هذا الحديث محفوظاً .[١] ، وقد ذكر ابن كثير أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يحج في المدينة إلا حجة واحدة وأنه اعتمر قبلها ثلاث عمر، وقد جاء في البخاري (اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلُّهُنَّ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، إِلَّا الَّتِي فِي حَجَّتِهِ)[٢][٣]، وقد بقي النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة عشر سنين يضحي في كل عام، ولا يحلق أو يقصر، حتى جاء شهر ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة، فأجمع على الحج، وآذن الناس بذلك، فجاء بشر كثيرون من المدينة يأتمون برسول الله في حجته التي لم يحج غيرها منذ أن تنبأ إلى أن توفاه الله، وكان ابن عباس يسميها حجة الإسلام . [٤]
الدليل على أن النبي عليه السلام حج حجة واحدة
قد بادر النبي عليه الصلاة والسلام إلى الحج بعد أن فرضه الله من غير تأخير، وقد كان فرض الحج في السنة التاسعة أو العاشرة للهجرة، أما ما نزل من الآيات في السنة السادسة للهجرة وهو قوله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)[٥]، فقد كان المقصود منها إتمام العمرة والحج بعد الشروع فيها وليس وجوب الابتداء، كما أن صدر سورة آل عمران نزلت في عام الوفود في السنة التاسعة للهجرة، وهو العام الذي فرضت فيه أيضاً الجزية، ويدل على ذلك أن المسلمين وجدوا على أنفسهم مما فاتهم من التجارة مع المشركين بعد نزول قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا)[٦] فكان فرض الجزية في السنة التاسعة للهجرة حيث أرسل النبي الكريم أبو بكر لينادي بذلك في مواسم الحج، وهو نفس العام الذي نزلت فيه صدر سورة آل عمران [١]، كما جاء في البخاري كذلك من رواية ابن اسحق (وحدَّثني زيدُ بنُ أرقمٍ ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غزا تسعَ عشرةً ، وأنه حجَّ بعد ما هاجر حجَّةً واحدةً، حجةَ الوداعِ. قال أبو إسحاقٍ : وبمكةَ أُخرى)،[٧] وقال ابن كثير أنّ مراد بن اسحق بأن النبي عليه الصلاة والسلام حج حجة أخرى أي أنه لم يحج في مكة إلا حجة واحدة، كما هو ظاهر من اللفظ، فهو بعيد، ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام كان بعد الرسالة يحضر مواسم الحج من أجل دعوة الناس قائلاً: هل من رجل يأويني حتى أبلغ كلام الله حتى قيض الله له الأنصار الذين بايعوه ليلة العقبة الثانية.[٣]
حديث صحيح يدل على أن النبي عليه السلام حجّ حجة واحدة
روي عن أنس بن مالك قوله: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اعتمر أربعَ عمرٍ، كلهن َّفي ذي القعدةِ إلا التي مع حجَّتِه، عمرةٌ من الحُديبيةِ ، أو من زمنِ الحُديبيةِ ، في ذي القعدةِ، وعمرةٌ من العامِ المُقبلِ ، في ذي القعدةِ، وعمرةٌ من جِعرانةَ حيثُ قسم غنائمَ حُنينٍ في ذي القعدةِ، وعمرةٌ مع حجَّتِه، وفي رواية : سألتُ أنسًا : كم حجَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ؟ قال : حجةً واحدةً، واعتمر أربعَ عُمرٍ، ثم ذكر بمثل حديثِ هداب)[٨].
المراجع
المقالات المتعلقة بكم عدد المرات التي حج فيها الرسول