خلق الله الله سبحانه وتعالى الخالق المطلق لجميع مخلوقات الكون، فهو الخالق لكل الموجودات مهما صغرت أو عظمت؛ فهو خالق الذّرة وخالق المجرة، ولن تستطيع العلوم والتكنولوجيا والأجهزة الحديثة خلق ولو جناح بعوضة، ولم يستطع العلماء اكتشاف جميع المخلوقات، فكل يوم يتم اكتشاف مخلوق جديد لم يكن معروفاً من قبل. وكل شيء مخلوق في هذا العالم الشّاسع لحكمة وسبب، فلم يخلق الله شيئاً عبثاً.
أول المخلوقات لم يتوصّل علماء العلوم والدين إلى حقيقة ثابتة حول أول مخلوقات الله، ولكن تبعاً لبعض الأدلة والأبحاث، يُرجّح بأن القلم هو أول المخلوقات، ويقول بعض من العلماء إنّ العرش هو أول المخلوقات، وقد خُلق قبل الكون وتكوينه، وهو الرأي الأقرب للحقيقة لوجود أدلة أقوى، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : (سمعتُ رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم يقول : "كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ") رواه مسلم.
مخلوقات الله عز وجل بالترتيب - العرش: وهو عرش الله عز وجل.
- القلم: وخلق الله سبحانه وتعالى القلم لكتابة أحداث الكون ولكتابة قدر المخلوقات، وخُلق القلم قبل خلق السماوات والأرض، بمدة تُرجّح بمقدار خمسين ألف سنة.
- الماء: فعرش الرحمن يستوي على الماء.
- الأرض: وخلق الله الأرض على سطح الماء.
- الجبال: وخلق سبحانه وتعالى الجبال لحكمةٍ عظيمةٍ؛ لتكون أوتاداً لحفظ ثبات الأرض وتوازنها.
- السماء: خلق الله السموات السبع بعد خلق وتكوّن الأرض.
- الشّمس والقمر: خلق الله الشمس والقمر وأسكنهما السّماء وزينها بالنجوم والكواكب.
- الملائكة والشياطين والبشر: خلق الله تعالى من الكائنات الحيّة الملائكة وإبليس وسيدنا آدم عليه السلام، فخلق تعالى سيدنا آدم من روحه وأمر الملائكة والشياطين بالسجود له، فلبّت الملائكة أمر الله وعارضه إبليس؛ فأخرجه تعالى من الجنّة وبدأت قصة إغواء إبليس للبشر وعداوته لهم، وبعد خلق آدم خلق الله له من ضلعه حواء لتسكن إليه ويسكن إليها وجعل بينهما مودّة ورحمة، وحذرهما من عدم الاقتراب لشجرة معينّة ولكن أغواهما إبليس وأكلا منها، وأنزلهما الله تعالى إلى الأرض؛ عقاباً لهم، وبدأ خلق وتناسل البشر على الأرض حتى وصل إلى يومنا هذا.
- الفناء: فيوجد لهذا الكون نهاية، وزوال، فخلق الله الفناء لوضع نهاية لهذا الكون، ففي وقتٍ لا يعلمه إلا الله تموت جميع المخلوقات في السموات والأرض ولا يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام، فالملك ذلك اليوم لله وحده ولا يشاركه أحد من الخلائق ولا بمثقال ذرة، فسبحانه وتعالى قادر على كل شيء.