المن والسلوى أو كما يطلق عليها (من السما) أو (ندى السماء) أو (العسل السماوي) هي مادة صمغية دبقة يميل لونها إلى الخضار شبيهة بالدبس، تنتج من أشجار الجوز المتقدمة في العمر وشجر البلوط وشجرة لسان العصفور وبعض الأشجار المختلفة التي تنمو في الأماكن المرتفعة في فصل الخريف.
تتواجد حشرة صغيرة فوق جذوع هذه الأشجار تسمى ( المن ) وتقوم هذه الحشرة بإفراز هذه المادة الصمغية وتتجمع فوق الجذوع والأوراق ويطلق عليها الصمغ العربي، ثم يتم جمعها من قبل المزارعين في وقت الصباح الباكر حتى لا تتعرض للشمس وتفقد لزوجتها وتصفى من الشوائب، وتتم إضافة مطيبات ونكهات مختلفة إليها كالهال وبعض المكسرات وتكور بشكل كرات صغيرة وتدحرج في الدقيق وتقدم للأكل أو تحفظ في صناديق مصنوعة من الخشب لتحافظ عليها من عوامل الجو وهي ما يطلق عليها حلوى المن والسلوى.
تعتبر المن والسلوى هدية من السماء وإنتاج خالص من الطبيعة، وانفرد العراقيون بإنتاجها وصنعها وخاصة سكان مدينة السليمانية، وقد تم ذكرها في القرآن الكريم بقوله تعالى ( وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى، كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) سوررة البقرة، 57.
تعدّدت الأقوال والتفسيرات في هذه الآية المخاطب بها بني إسرائيل وقيل أن معنى المن في الآية الكريمة هو ظل يسقط على أوراق الشجر ويخثر ويصبح صمغياً وذا مذاق حلو كالعسل، وقيل أنه شراب العسل، وهناك قول آخر أنّ المن هو جميع ما من الله به على عباده من الخيرات والأرزاق والبركات من غير مجهود سابق، وقيل أنّه نوع من الحبوب يدخل في صناعة الخبز، وقيل أنه مادة صمغية كانت تنزل على أوراق الشجر، أمّا السلوى فإنّه نوع من الطيور وقيل أنّه طير من طيور الجنة.
من المعروف بأن السلوى هو نوع من الطيور صغير الحجم أكبر من العصفور وأصغر من الحمام أنزله الله تعالى طعاماً لبني إسرائيل لما يحتويه من فوائد عظيمة وبروتين حيواني خالص قليل الدسم، كما أن بيوض طائر السلوى لها قيمة غذائية عالية تفوق غيرها من بيوض الطيور فهي تحتوي على فيتامينات ومعادن وأملاح بكمية كبيرة. كما أنها تعتبر غذاءً صحياً ومقوياً للجسم ولذلك جمع الله تعالى بين المن والسلوى في كتابه الكريم وهما غذاء بني إسرائيل.
قد تصنّع حلوى المن في كثير من الدول العربية ولكن تتم إضافة مادّة صناعية لها وتختلف اختلافاً كلياً عن طعم حلوى المن العراقية الخالية من أية مواد صناعية.
المقالات المتعلقة بما هو المن والسلوى