لماذا لا يغسل الشهيد

لماذا لا يغسل الشهيد

 

يحتلّ الشّهداء مرتبةً خاصّةً في ديننا ، فهم من أكرم الخلق على الله سبحانه و تعالى ، ضحّوا بدمائهم رخيصةً في سبيل الله ، و قد ذكر الله سبحانه و تعالى أنّهم مع رفاقهم من النّبيين و الصّديقين و الصّالحين في الجنّة جميعاً ، و قد جعل لله سبحانه للّشهيد كراماتٍ و جوائز ، فالشّهيد يغفر له من أول قطرة دم ، و يأمّن من الفزع الأكبر حيث يقول تعالى في محكم التّنزيل ( وهم من فزعٍ يومئذ آمنون ) ، و قال العلماء إنّهم الشهداء ، و كذلك يوضع على رأس الشّهيد تاج الوقار و يشفّع في سبعين من أهله ، و يزوّج اثنتين و سبعين من الحور العين ، و كذلك ممّا أكرم الله به الشّهداء أنّهم حين يقتلون لا يحسّون بألم القتل إلا كما يشعر به أحدنا من ألم القرصة ، و إنّ أرواحهم في حواصل طيرٍ خضرٍ تأوي إلى قناديل معلّقة بعرش الرّحمن ، و تروح في الجنّة و تتنعّم كيفما تشاء ، و قد تمنّى الرّسول صلّى الله عليه و سلّم أن يقتل في سبيل الله ثلاث مراتٍ ، و بيّن عليه الصّلاة و السّلام أنّ ما من أحدٍ يموت يحبّ أن يعود إلى الدّنيا كحال الشّهيد يتمنّى الرّجوع حتى يقتل مرةً ثانيةً في سبيل الله لما يرى من النّعيم و الجزاء الحسن .

و قد بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم أنّ الشّهيد لا يغسل و لا يكفّن و لا يصلّى عليه ، و ينطبق هذا على كلّ من مات من المسلمين في المعارك و الحروب ، و سبب ذلك أنّ الله سبحانه قد خصّ الشّهداء بمزيّة الحياة فهم مختلفون عن الأموات الذي يموتون بسبب إنقضاء أجلهم و غيره ، قال تعالى ( و لا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون ) ، لذلك كان حال الشّهيد متبايناً عن حال الميت الذي تجري عليه أحكام الدّفن فيغسّل و يصلّى عليه و يدفن في كفن أبيض ، فالشّهداء هم أحياءٌ انتقلوا من الحياة الدّنيا الفانية لتعيش أرواحهم إلى جانب بارئها ، تتنعّم بنعيم الجنّة و تسرح فيها ، فطوبى للشّهداء .

 

المقالات المتعلقة بلماذا لا يغسل الشهيد