طريقة الرقية من العين والحسد

طريقة الرقية من العين والحسد

العين والحسد

يتوارد على الأسماع كثيراً أنَّ شخصاً ما مُصابٌ بالحسد، ويكثر التّحذير من أنَّ فلاناً من الناس يُصيب الآخرين بالعين، وتتوالى الأسئلة عبر برامج الفتاوى وصفحات الإنترنت عن كيفيّة الرُقية من العين والحسد.

معنى العين والحسد

معنى العين

  • العين لغةً: لها معانٍ كثيرةٌ منها، عضو الإبصار والرّؤية، ومورد الماء، والمعنى المقصود هنا هو العين التي تُصيب الإنسان، فيُقال: رجلٌ مِعيانٌ وعَيونٌ أي شديد الإصابة بالعين، وأصابت فلانٌ عيناً إذا نظر إليه حاسدٌ أو عدو نظرةً ضرَّته وأثَّرت به.[١]
  • العين اصطلاحاً: عرَّفها ابن حجر بأنَّها النّظر باستحسانٍ مَشوبٍ بحسدٍ من شخصٍ خبيث الطّبع، يحصل للمنظور إليه بسببه أذىً وضرر.[٢]

معنى الحسد

  • الحسد لغةً: من حَسَدَ، وحسده يحسده حسدًا؛ أي تمنِّي تحوُّل ما عند الغير من نِعَمٍ وفضلٍ إليه أو سلبهما عنهم.[٣]
  • الحسد اصطلاحاً: لا يبتعد معنى الحسد في اللّغة عن معناه الاصطلاحي، فقد عرَّفه الجرجانيّ بأنَّه تمنّي زوال النّعمة عن الغير.[٤]

الفرق بين العين والحسد

كثيراً ما يصعُب التّفريق بين العين والحسد نظراً للشّبه بينهما في الأثر؛ فكلٌّ من العين والحسد يشتركان في أثرهما على من يقعان عليه، لكنَّ الاختلاف بينهما في أنَّ الحاسد قد يحسد ما يراه أمامه أو ما لم يَرَه، بينما العائن -أي الذي يُصيب العين- لا يُصيب بعينه إلا ما يراه موجوداً أمامه، كما أنَّ الحسد يكون مع الكراهية والحقد؛ فالحاسد يتمنّى زوال النّعمة عن غيره لما في نفسه من كراهيةٍ وحقدٍ، ولا يكون هذا لدى العائن.[٥].

العين والحسد في القرآن الكريم والسُنّة الشّريفة

ثبت وجود العين والحسد في القرآن الكريم والسُنّة النبويّة في مواطنَ عدَّة، ومنها:

في القرآن الكريم

  • قول الله تعالى: (وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ)،[٦] ويُزلقونك: المقصود بها أنَّ الكافرين يُصيبونك بأعينهم.[٧]
  • قول الله تعالى: (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ).[٨] وغيرها من الآيات الكريمة التي أشارت إلى العين والحسد.

في السُنّة الشّريفة

  • قول الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام-: (العين حقٌّ).[٩]
  • قول الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام-: (العين حقٌّ تستنزل الحالق)، والحالق هو الجبل العالي.[١٠]
  • قول الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام-: (العين حقٌّ، ويحضر بها الشيطان، وحسد ابن آدم).[١١]

أعراض الإصابة بالعين والحسد

قد تظهر أعراض العين على هيئة مرضٍ من الأمراض العضويّة، كأمراض المفاصل، والتقرّحات، والأرق وغيرها، أو أمراضٍ نفسيةٍ كالاكتئاب، والقلق، والعزلة، والشّعور بالضّيق، والنّسيان وغيرها، دون استجابةٍ لعلاج الأطبّاء، أمَّا أعراض الحسد فقد تقع على النّفس أو المال أو الولد؛ فإنَّ وقوع الحسد على النّفس يُصيبها بالوهن والمرض، ووقوعه على المال والولد فقد يَضرُّهما ويُؤثّر فيهما.[١٢]

طريقة الرُّقية من العين والحسد

ورد الحثُّ في السُنّة النبويّة على الاسترقاء من العين والحسد، وتكون الرُّقية الشرعيّة بوضع اليد على رأس المُصاب والدّعاء بما ورد عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- من أدعيةٍ كثيرةٍ للرّقية، منها:

  • ما رواه أبو سعيدٍ الخُدَريّ -رضي الله عنه- عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-: (بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيكَ بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ).[١٣]
  • ما روته عائشة -رضي الله عنها-: (كان النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- إذا اشتكى رقاه جبريل -عليه السّلام- بقوله: بِاسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ).[١٤]
  • الرُّقية بقراءة سور الفاتحة، والإخلاص، والفلق، والنّاس على رأس المُصاب بالعين أو الحسد.
  • أن يَرقي الشّخص نفسه بقراءة المُعوّذات والنّفث - أي النّفخ -، لما ورد عن عائشة -رضي الله عنها-: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - عليه الصّلاة والسّلام - كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا).[١٥]
  • قراءة الفاتحة والمُعوّذات على إناء ماءٍ طاهرٍ، ثم الدّعاء بقوله: (اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ البَاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لاَ شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا) ثلاث مرّاتٍ، ثمَّ قراءة أدعية الرّقية -كالدُّعائين السّابقين-، ثمَّ يَسكب الإناء على رأس المُصاب حتى يعمَّ الماء جسده كلَّه.[١٦].

ومن الجدير بالذّكر أنَّ المُداومة على الذّكر وخاصّةً أذكار الصّباح والمساء وقراءة القرآن يقي من الإصابة بالعين والحسد، وأنَّ في تَذكُّر نِعَم الله تعالى التي أنعمها على الفرد، والرّضا والقناعة وحبّ الخير للآخرين وقايةً له من التَسبُّب في حسد الآخرين وإلحاق الضّرر بهم

المراجع

  • ↑ ابن منظور (1414هـ)، لسان العرب (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار صادر، صفحة 301، جزء 13. بتصرّف.
  • ↑ ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري، بيروت: دار المعرفة، صفحة 200، جزء 10. بتصرّف.
  • ↑ ابن منظور (1414هـ)، لسان العرب (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار صادر، صفحة 148، جزء 3. بتصرّف.
  • ↑ الجرجاني (1983)، التعريفات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 87. بتصرّف.
  • ↑ علي بن نايف (2011)، المُهذَّب في علاج العين والمسِّ والسِّحر (الطبعة الأولى)، بهانج: دار المعمور، صفحة 44-46. بتصرّف.
  • ↑ سورة القلم، آية: 51.
  • ↑ الطبري (2000)، جامع البيان في تأويل القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 564، جزء 23. بتصرّف.
  • ↑ سورة الفلق، آية: 5.
  • ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: جزء7،132 ، حديث رقم: 574.
  • ↑ رواه أحمد بن حنبل، في المسند، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: جزء3، 125، حديث رقم: 2476.
  • ↑ رواه علي بن أبي بكر الهيثمي، في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: جزء5، 184، حديث رقم: 8425.
  • ↑ مركز الفتوى (28-2-2001)، "علامات وأعراض المحسود والمصاب بالعين وعلاج ذلك"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2016. بتصرّف.
  • ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: جزء7، 13، حديث رقم: 5829.
  • ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة، الصفحة أو الرقم: جزء4، 39، حديث رقم: 1718.
  • ↑ رواه البخاري، في الجامع الصحيح، عن عائشة، الصفحة أو الرقم: ج6، 190، حديث رقم: 5016.
  • ↑ علي بن نايف (2011)، المهذب في علاج العين والمسِّ والسِّحر (الطبعة الأولى)، بهانج: دار المعمور، صفحة 18-21. بتصرّف.

 

المقالات المتعلقة بطريقة الرقية من العين والحسد