الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – هو نبي آخر الزمان، خاتم الأنبياء والمرسلين، أتى بالرسالة الخاتمة وهي الرسالة الإسلأمية. فحل هذه الأمانة يتطلب مواصفات بشرية غير اعتيادية، لهذا فالنبي المحمد هو خير البشر على الإطلاق، حيث تناسبت صفاته وهيأه الله، فهو صنع الله، وتربيته في كل خطوة خطاها منذ مولده حتى وفاته، لهذا فهذا الريول يمتلك مواصفات غير اعتيادية، منها الاخلاق الرفيعة وحسن اللسان والمنطق والفطنة والذكاء الشديدين وقوة العقل والحكمة ورجاحة العقل والصبر والشجاعة، فكل الصفات الكاملة اجتمعت في جنابه السأمي الكريم، إضافة إلى ذلك فقد وهبه الله تعالى جمالاً خلقياً عجيباً وجمالاً في الجسم، فهو بذلك يكون كامل الخُلق والخِلقة. وقد نالت شخصيته الكريمة إعجاب أعظم العقول في تاريخ البشرية ممن درسولا سيرته وتبحروا في أقواله وعلمه وصفاته إلى درجة تصنيفهم إياه على انه أعظم شخصية مرت على الإنسانية جمعء منذ آدم إلى يومنا هذا.
ومن هنا، فقد وصفه القرآن بأنه هو النبي الأمي الذي أرسله الله تعالى في الأميين، بحسب الآيات الكريمات، وقد انقسم المفسرون والمهتمون والدارسون والبااحثون إلى قسمين، القسم الأول هو القسم الذي رأى أن كلة الأمي هي وصف لحالة الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم -، فهو لا يعرف القراءة والكتابة، وقد ذهبوا إلى ان العرب آنذاك كانوا لا يعرفون القراءة والكتابة في غالبيتهم، لهذا فهو النبي الأمي الذي لا يعرف القراءة والكتابة المرسل إلى جماعة الأميين الذين لا يعرفون القراءة والكتابة، وهذا هو الرأي الشائع.
وهناك تعريف آخر يرى في هذا التعريف تقليلاً من شأن الرسول ومن مكانته، فهو منبع العلم والحكمة ورجاحة العقل على الرغم من أنه لم يكن قادراً على ان يفك الخط، وبهذا فقد ذهبوا إلى أن كلمة الأميين كانت تطلق على العرب قديماً بهذا يكون تعريف هذا الوصف بأن محمداً – صلى الله عليه وسلم – هو النبي العربي المرسل إلى جماعة العرب، ويرى أصحاب هذا الرأي أن الرسول لم يكن قادراً على القراءة قبل بعثته بالرسالة فقط، أما بعد بعثه فقد أصبح قادراً على القراءة، وخصوصاً القراآن الكريم.
أما التعريف الثالث، فيتفق مع التعريف الثاني ويتقاطع معه، ويختلف مع الأول ويرى فيه انتقاصاً من مكانة هذا الرسول العظيم، فهو يرى أن الرسول لم يكن قادراً على الكتابة وفك الخط فقط ويرى أن الأميين هو اللقب الذي كان يطلقه اليهود على من يخالفونهم في الدين والمنهج والعقيدة، ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن عملية القراءة لا تعني المفهوم المنتشر بين الناس، بل تعني عملية التعلم والقدرة على الفهم، ومن هذه الناحية فالرسول كان من أفطن الناس وأقدرهم على التعلم، لهذا فقد كان الرسول قارءاً ولكنه لم يكن كاتباً أو قادراً على فك الخط.
المقالات المتعلقة بلماذا سمي النبي بالأمي