بعث الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ولعبادته وحده، وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين، وقد لقب الرسول منذ الجاهلية بالصادق الأمين، فكان الناس يثقون به ويودعون أماناتهم لديه، وهو لم يسجد لصنم في حياته قط، حيث كان يتحلّى بالأخلاق الحميدة منذ صغره، وفي هذا المقال سنتطرّق إلى مقتطفات من سيرة الرسول الخالدة العطرة التي يجب أن نقتدي بها في حياتنا.
مولد ونشأة الرسول صلى الله عليه وسلمولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، بمكة في صبيحة يوم الإثنين التاسع من ربيع الأول في عام الفيل، ويوافق ذلك العشرين من شهر إبريل سنة 571م، وقد ورد في بعض الروايات أنّ أمّه آمنة بنت وهب لم تجد في حملها له صلى الله عليه وسلم، أيّ ألم ولاضعف، وكان حملاً يسيراً، ومباركاً، وعندما وضعته خرج معه نور أضاء منه قصور بأرض الشام.
نشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتيماً، حيث توفي أبوه عبد الله وأمّه حامل به، ثمّ توفيت أمّه آمنه وهو في عمر السادسة، وكفله جده عبد المطلب وهو في الثامنة من عمره، وعندما مات جده عبد المطلب تكفّله عمه أبو طالب إلى أن كبر. أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلمأرسل الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وإماماً للمتقين، وحجة على الخلائق أجمعين، لذلك من الواجب على كل مسلم العلم بأخلاقه، وسيرته العطرة صلى الله عليه وسلم، امتثالاً لقوله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].
أثنى الله تعالى على خلق نبيه فقال: ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم )[القلم: 4]، وقد كان أحسن الناس خلقاً صلى الله عليه وسلم، فلم يكن سباباً ولا لعاناً، ولا فاحشاً ولا متفحشاً، قال تعالى: ( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ )[آل عمران: 159]، وكان يتصف بالخلق الحسن والسهل، لين الجانب، يساعد الأرامل والمساكين، يستجيب لدعوتهم، ويقضي حوائجهم، كما أنّه صلى الله عليه وسلم كان متواضعاً للناس جميعاً، فلا يعيب على الخدم، ولا يوبّخهم، ويرحم الصغير، ويوقّر الكبير، وكان من أصبر الناس وأشجعهم، وأزهدهم في الدنيا.
المقالات المتعلقة بمقتطفات من سيرة الرسول