مقال عن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم

مقال عن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم

هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم

هي حدثٌ تاريخي تمّ به انتقال الرّسول صلى الله عليه وسلم وأصحابهِ من مكةَ إلى يثرب التّي تسمى حاليّاً المدينةَ المنورةَ، بعد أن لاقى الرّسول وأصحابهُ الكثيرَ من الأذى من زعماء قريشٍ وخاصّةً بعد وفاةِ أبي طالب، فقرّر النّبي الخروج إلى الطّائفِ متوجهاً إلى قبيلة ثقيفٍ لطلبِ النّصرةِ منهم، فخرجَ مع زيدٍ بن حارثةَ مشياً على الأقدام لمدةِ ثلاثِ ليالٍ وكان ذلك في السّنة 3 قبل الهجرة.

أقام الرّسول صلى الله عليه وسلم بالطّائفِ عشرةَ أيام، فرموهُ السّفهاءُ بالحجارةِ حتى نزلت الدّماء من قدميه الشّريفتين، وكان يقيهِ زيدٌ بن حارثة حتى جُرحت رأسه، وعاد الرّسولُ صلى الله عليه وسلم وزيدٌ بن حارثة بعد هذا الحدث إلى مكة.

بيعة العقبة الاولى

بدأ الرّسول صلى الله عليه وسلم بدعوةِ القبائل للبيعةِ، فدعا إحدى القبائلِ عند العقبةِ في منى، فلقي ستةَ أشخاصٍ من الطّائف، فدعاهم للإسلام فاستجابوا إليه، وعادوا لدعوةِ سكانِ مدينتهم للإسلام، وقام الرّسول صلى الله عليه وسلمَ ببعثِ مصعبِ بن عميرٍ لتعليمهم القرآن وأصول الإسلام، فقام في بيت أسعد بن زرارة، فصلّى بالنّاسِ وأسلم جميع القومِ وانتشر الإسلامُ في يثرب، وهكذا كانت بيعةُ العقبةِ الأولى>

بعدما رجع مصعبُ بن عمير إلى مكةَ خرجَتِ امرأتان وسبعون رجلاً من الأنصار لموسم الحج، وبايعوا الرّسول صلى الله عليه وسلم في شهرِ ذي الحجةَ سنةَ 622 م، وسميت ببيعة العقبة الاولى.

بيعة العقبة التانية وهجرة الصحابة

بعد أن اشتد عذابُ المشركين للمسلمين والرّسول صلّى الله عليه وسلم بعد بيعةِ العقبةِ الثّانية؛ أمر الرّسول الصّحابةَ بالخروجِ إلى المدينةِ المنورةِ والمكوثِ بها، فخرج الصّحابة استجابةً للرسول.

خرج أولهم أبو سلمةَ بن عبد الأسد، ولم يبقَ في مكة سوى الرّسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصّديق، وبقي الرّسول محمدٌ ينتظر إلى أن يؤذن له في الهجرة، فعلمت قريشٌ بخروج المسلمين وهجرتهم إلى المدينة، فاتفق المشركون على أن يأخذوا فتىً من كل قبيلةٍ من قريش، ويقتلون محمداً فيفترق دمهُ بين القبائل، فأخبر جبريل الرّسول صلى الله عليه وسلم بذلك، وأمرهُ بعدمِ المكوثِ في مضجعهِ، فأمر الرّسول صلى الله عليه وسلمَ علياً أن ينامَ بدلاً منه في مضجعه، ليظن المشركون أن محمداً نائمٌ في فراشه.

خرج الرّسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصّديق في ليلة 27 صفر سنةَ 14 هـ من البعثة، وذهبا إلى غارِ ثورٍ ومكثا به مدةِ ثلاثةِ أيام، وكانت أسماء بنت أبي بكر تتولّى مهمّة إيصال الطّعام إليهما، وحينما خرج قوم قريشٍ بحثاً عن الرّسول وصولوا باب الغار.

بحكمة الله بنى عنكبوت شباكه على باب الغار، فقال بعضهم: إنّ عليه العنكبوت قبل ميلادِ محمد فانصرفوا، وخرج الرّسول وأبو بكر بعدها وتوجها إلى المدينةِ المنورةِ مباشرة حيث وصلا يوم الإثنين 8 ربيع الأول، وكان الأنصارُ في هذا الوقت ينتظرون قدومَ الرّسولِ رغم حرارةِ الشّمسِ العالية، وفي ذلك اليوم صعد رجل من اليهود إلى أعلى جبلٍ في المدينة فرأى النّبي محمداً وأبا بكر الصّديق، فقال: يا بني قيلة! هذا صاحبكم قد جاء، هذا جدّكم الذّي تنتظرونه، ففرح الأنصار وهمّوا لاستقبال الرّسول صلى الله عليه وسلم.

المقالات المتعلقة بمقال عن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم