إنّ المتأمّل المتفحّص للنّفس الإنسانيّة يلمس صعوبةً في فهمها بسبب كثرة الميول والأهواء والأمزجة التي تتحكّم فيها، فضلًا عن طرق التّفكير والفهم والإدراك والذّكاء التي تختلف من شخصٍ لآخر من البشر، فلا تكاد ترى نفساً تشبه الأخرى وتتطابق معها، فربّما تتشابه النّفوس في صفةٍ أو أكثر من الصّفات البشريّة ولكن من دون تطابق وتماثلٍ تام. إنّ صعوبة دراسة النّفس الإنسانيّة وفهم المؤثّرات فيها تنسحب إلى مسألةٍ في غاية الأهميّة وهي مسألة التّفريق بين وساوس النّفس أو حديث النّفس وبين وساوس الشّيطان، فما هو الفرق بينها؟
الفرق بين أنواع الوسواس وسوسة الشيطانبلا شك أنّ وساوس الشّيطان لها سماتٌ تميّزها، بعضها ذُكرت في القرآن الكريم وبعضها ذكرت في السّنّة النّبوية المطهّرة، فمن سمات وساوس الشيطان التي يعرف بها :
وسوسة النّفس تعتبر حديث النفس، وغالبًا ما تتعلّق بالتّربية والتّنشئة للإنسان في صغره، ومدى اقترابه من التّعاليم الدّينيّة أو بعده منها؛ فالنّفس قد تأمر الإنسان بالسّوء في لحظاتٍ معيّنة عندما يغيب الوازع الدّيني أو الرّقابة الذّاتيّة، وقد تكون هذه النّفس نفسًا محاسبة للإنسان مثل النّفس اللوّامة التي تلوم صاحبها على اقتراف الآثام والمعاصي في حقّ الله؛ فوسوسة النّفس تأتي من تركيبة النّفس البشريّة التي جبلت على حبّ الشّهوات والمتع وما يهذّبها هو الدّين والرّقابة الذّاتيّة، قال تعالى ( ونفسٍ وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكّاها، وقد خاب من دسّاها ) صدق الله العظيم .
المقالات المتعلقة بكيف نفرق بين وسوسة الشيطان ووسوسة النفس