أهمية توحيد الألوهية

أهمية توحيد الألوهية

أهمية توحيد الألوهية

يعتبر توحيد الألوهية قسماً من أقسام التوحيد الإسلاميّ الثلاثة، وقد اهتم القرآن الكريم اهتماماً كبيراً بقضية الألوهية؛ لأنها أساس الدين كلِّه، فالالتزام بأحكام الدين ناشئٌ عن الإيمان بوجود الله ووحدانيته وصفاته، ويقصد بتوحيد الألوهية إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبودية.

منهجية القرآن الكريم في عرض أهمية توحيد الألوهية
  • مخاطبة العقل: وجه القرآن الكريم أنظار الناس إلى النظام المحكم الدقيق الذي ينظّم الكون كلَّه، بسمائه وأرضه وما فيهما من مخلوقات، ودعاهم إلى التفكير فيها؛ للاستدلال بذلك على وجود الخالق وقدرته، فلا يعقل أن يوجد الكون بلا موجد، ولا بد أن يكون وراء هذا الإتقان والإحكام إلهٌ خبيرٌ في خلقه، قال سبحانه: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت*وإلى السماء كيف رفعت*وإلى الجبال كيف نصبت*وإلى الأرض كيف سطحت) الغاشية:17-20.
  • مخاطبة العاطفة: خاطب القرآن الكريم الوجدان، واستثار العاطفة في عرض قضية الألوهية؛ ليرتبط المسلم بربه ارتباطاً عميقاً يقوم على العواطف التالية:
    • الحب: فوجه الناس إلى حب الله سبحانه وتعالى؛ لما يتصف به من صفات الكمال والجمال والجلال، ولما يُسبغُه عليهم من نعم ظاهرةٍ وباطنة.
    • الرجاء: فالمغفرة والرحمة من صفات الله سبحانه وتعالى التي بينها القرآن الكريم، فالله سبحانه يقبل التوبة من عباده، والعبد الذي يعرف ذلك لا ييأس من رحمة الله مهما كثرت ذنوبه، بل يعود إلى ربه تائباً، نادماً، راجياً مغفرتَه وعفوه.
    • الخوف: بين القرآن أن الله سبحانه قويٌّ جبّار شديدُ العقاب، وذكر من مشاهد العذاب يوم القيامة ما يملأ النفوس خشية ورهبة.
  • التأكيد على صفات الكمال لله سبحانه: أكد القرآن الكريم على صفات الكمال التي يتصف بها الله سبحانه، كالرحمة، والعلم، والحكمة، والقدرة، كما أكد أن الله سبحانه منزه عن كل عيب ونقص، فهو سبحانه لا يعجزه شيء، ولا يغيب عن علمه شيء، ولا تأخذه سنةٌ ولا نوم، وهو منزه عن مشابهة مخلوقاته، ولذلك يعجز العقل عن تصور ذات الله سبحانه وتعالى؛ لأنه لا يشبه شيئاً من المحسوسات التي يعرفها الناس.
  • عقيدة التوحيد أساس لحياة الفرد والأمة: جعل القرآن الكريم عقيدة التوحيد أساساً لحياة الفرد والأمة، فعقيدة التوحيد التي تعبر عنها كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) تضمنت نفي الألوهية عن كل شيء سوى الله سبحانه، ومن متطلبات ذلك:
    • أن يتحرر المؤمن من كل عبودية لغير الله سبحانه، ويخضع له وحده، فيتحرر من الخضوع لغرائزه وشهواته، كما يتحرر من الخضوع للطغاة والجبابرة.
    • أن يخلص المؤمن نيته وعمله لله سبحانه، ويجعل من التوجه إلى الله تعالى والالتزام بأوامره أساساً لحياته.
    • أن تجعل الأمة من شريعة الله سبحانه أساساً لحياتها، فتحكم شريعته في مجالات حياتها كلها، السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتربوية وغير ذلك، ولا تقبل الشريعة سواها.

المقالات المتعلقة بأهمية توحيد الألوهية