كيف جمع القرآن في عهد الرسول

كيف جمع القرآن في عهد الرسول

معجزات الأنبياء

عندما بعث الله تعالى الأنبياء والرسل إلى الناس لهدايتهم إلى عبادته عز وجل، كان يبعث مع كل نبيٍّ معجزاتٍ لتؤيده وتقوي حجته أمام الناس، وكان من فضل الله تعالى وعظمته أنه كان يبعث المعجزات التي تتوافق مع ذلك العصر ومع ما هو مشهور لدى قوم النبي، فمثلاً أيد الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام بمعجزة الحيّة الّتي تسعى لأنّ قومه كانوا مشهورين بالسحر وبوجود السحرة وهذا ما جعلهم يؤمنون به مباشرة.

بينما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم أيده الله تعالى بالقرآن الكريم، فقد كان العرب قديماً مشهورين بالفصاحة والبلاغة وقد جاء هذا القرآن كامل الفصاحة وبلغتهم ممّا جعل الكثير منهم ينبهرون به ويؤمنون بوجود الله تعالى.

القرآن الكريم

القرآن الكريم هو كلام الله تعالى الّذي أنزله إلى رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلّم ليخرج الناس من الضلال إلى الهداية، كما بيّن القرآن الكريم آداب الإسلام وتعاليمه وأخلاقه وحدود الحلال والحرام، كما ذكر قصص الأنبياء والأقوام السابقة لأخذ العظة والعبرة، وقد ذكر القرآن الكريم صفات الله تعالى وأسماءه، وجاء به وصفٌ لنعيم الآخرة وعذاب جهنم، كما ذكر المراحل الّتي تلي الموت وهي البعث، والحساب، ويوم الحشر.

تحدى الله تعالى الإنس والجن على أن يأتوا بآيةٍ واحدةٍ مثل ما جاء في القرآن الكريم ولكنهم لم يستطعوا ذلك، بل لم يجد فيه أحد أيَّ خطأ صغير، وقد أثبت العلم الحديث صحة الكثير من الآيات التي ذكرها الرسول صلى الله عليه السلام في ذلك الوقت.

جمع القرآن الكريم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم

لقد كان جبريل عليه السلام هو من ينقل القرآن الكريم إلى الرسول صلى الله عليه وسلّم، وكان الرسول يحفظه ليعلّم الناس ما جاءه من آياتٍ جديدةٍ، ثم كان يقرؤه على الصحابة ومنهم من كان يملك قدرةً عاليةً على الحفظ فكانوا يحفظونه داخل صدورهم، وعن أنس رضي الله عنه قال : " جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلّم أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنْ الْأَنْصَارِ : مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ " . صحيح البخاري ومسلم، فنستدل من هذا الحديث أنّه لم تكن هناك طرق لحفظ القرآن الكريم زمن الرسول صلى الله عليه وسلّم سوى الحفظ في الصدور.

بدأ التفكير في جمع القرآن الكريم في عهد خلافة أبي بكر الصديق، خوفاً من اندثاره وضياعه بسبب موت الكثير من حفظة القرآن الكريم من الصحابة، حيث ارتؤوا إلى جمعه في مصحف واحد.

المقالات المتعلقة بكيف جمع القرآن في عهد الرسول