القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل أنزله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم بواسطة الوحي جبريل عليه السلام، وجعله المعجزة الخالدة التي تدل على نبوته عليه الصلاة والسلام إلى يوم القيامة، والقرآن الكريم مصدر التشريع الأول في حياة المسلمين الذي يرجعون إليه في معرفة حدود الحلال والحرام في حياتهم، لذلك شرع الله تعالى له الآداب لقراءته والاستماع إليه.
عندما كان القرآن الكريم ينزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم كان يحفظه بسرعة ويقرؤه على المسلمين، ومنهم من وهبه الله تعالى مَلَكَة الحفظ السريع فكان يحفظ كل ما ينزل، والبعض يحفظون أجزاء منه، وقد كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي يتم فيها حفظ القرآن الكريم؛ في صدر النبي صلى الله عليه وسلّم وصدور الصحابة رضوان الله عنهم.
ولكن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلّم واستلام أبي بكرٍ الصِّديق رضي الله عنه الخلافة، ازداد أعداد الصحابة الشهداء ممن يحفظون القرآن الكريم، فاقترح عثمان بن عفان على أبي بكرٍ ضرورة تدوين الآيات القرآنية في كتابٍ حتى لا يضيع مع موت حفّاظه، فاقتنع أبو بكرٍ الصديق، ومن هنا بدأت المساعي لتدوين القرآن الكريم في مصحفٍ واحدٍ يشمل جميع السور.
وقد انقسمت السور في القرآن الكريم حسب المكان الذي نزلت فيه، فبعض الآيات نزلت في مكة المكرمة وسميت السور "بالسور المكية"، والبعض الآخر نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم في المدينة المنورة بعد الهجرة وسميت هذه السور " بالسور المدنية".
عدد السور المدنيةبلغ عدد السور المدنية المتفق عليها عشرين سورةً وهي: البقرة، وآل عمران، والنساء، والأحزاب، ومحمد، والفتح، والحجرات، والحديد، والمجادلة، والحشر، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والنور، والممتحنة، والجمعة، والمنافقون، والطلاق، والتحريم، والنصر.
بينما هناك مجموعةٌ من السور لم يتفق العلماء على مكان نزولها؛ فالبعض قال إنها مكيّة؛ والبعض الآخر اعتبرها من السور المدنية وهي: الفاتحة، والرعد، والمطففين، والقدر، والبينة، والزلزلة، والرحمن، والصف، والتغابن، والإخلاص، والفلق، والناس.
وتتصف السور المدنية بأنها تخاطب المسلمين وتحثهم على الجهاد، كما أنها تتحدّث عن كل ما يخص حياتهم من معاملاتٍ وتنظيم في جميع الحالات من حربٍ أو سِلمٍ أو حياة الفرد لوحده أو حياته مع أسرته، كما تحتوي على الحدود والفريضة، ويذكر الله تعالى فيها المنافقين.
ويجب ألا ننسى أنَّ مكان نزول السورة سواء اتفق العلماء على ذلك أم لا، لا يغيِّر من قدسيّة القرآن الكريم ولا من أهميته، لذلك لا يجب أن ينشغل المسلمون بهذه الاختلافات ويضيِّعون الهدف الرئيسي وهو فهم القرآن الكريم وتطبيق ما فيه.
المقالات المتعلقة بكم عدد السور المدنية