معلومات عن سورة النور

تعريف بسورة النّور

سورة النّور سورةٌ مدنيّة، نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو في المدينة المنوّرة، وعدد آياتها أربعٌ وستّون آية، وترتيبها رقم أربعة وعشرين في القرآن الكريم، وموقعها في الجزء الثّامن عشر من أجزاء القرآن، سمّيت بهذا الاسم لقول الله تعالى: (الله نور السماوات والأرض) [النور:35]، ولكثرة ذكرها للآداب والأحكام والفضائل، والّتي تُعدّ قبساً من نور الله سبحانه وتعالى على عباده.

محاور سورة النّور

تدور آيات سورة النّور بالإجمال حول موضوع تربية النّفس الإنسانيّة، وهو أهمّ محورٍ بها، وأهمّ مقاصدها هو ذكر أحكام العفاف والسّتر للمرء، حيث بدأت آيات هذه السّورة الفضيلة ببيان أنّ الأحكام والمبادئ الّتي ذُكرت فيها هي من عند الله تعالى، وأنّه هو أعلم بمصلحة عباده، وهو أعلم بما يُفسدهم، وأنّ اتّباع هذه الأحكام والمبادئ، هو فرضٌ على المسلم، لتحقيق مصالحهم الدّنيويّة، والوصول إلى سعادتهم الأخرويّة.

انتقلت سورة النّور بعدها إلى ذكر جريمة الزّنا، وقذف المحصنات، ذاكرةً عقوبتي وحدّ كلٍّ منهما، وخطرهما على المجتمع وعفّته، وذكرت بعدها قصّة السّيّدة عائشة، رضي الله عنها، مع حادثة الإفك، وبيّنت تبرئتها منها، كما ذكرت أن كلّ من يشكّ في عفّتها وطهارتها هو أفّاكٌ أثيم، وبيّنت أن الأصل في المسلم حسنُ الظّنّ بأخيه، إلّا ما تبيّن منه بيقين، كما حذّرت آيات السّورة من انتشار الفاحشة وآثارها في هدم المجتمع واستقراره، وأنّ بناءه واستقراره يكمُن في انتشار الفضيلة.

توجّهت آيات سورة النّور بعد ذلك إلى ذكر الجريمة، وسبل الوقاية منها، ووسائل تجنيب الإغراء والغواية للنّفوس، بذكرٍ آداب البيوت، من استئذانٍ على الأهل، وغضّ البصر، والنّهي عن التّزيّن أمام غير المحارم، وتشجيع زواج الفتيان والفتيات غير المتزوّجات، حتّى ولو كانوا فقراء، لأنّ الرّزق والغنى من فضل الله، ونهي المسلم عن البغاء ووسائله.

حذّرت سورة النّور من اتّباع خطوات الشّيطان، وبيّنت عواقبه الوخيمة والسّيّئة، لأنّ الشّيطان يجرّ المسلم من سيئ إلى أسوأ، ومن ذنبٍ إلى ذنب، حتّى يصل إلى نار جهنّم، ويتبرّأ بعد ذلك منه، لتعود الآيات بعد ذلك إلى ذكر آداب البيوت، من استئذان الأسرة لدخول الغرف المخصّصة بالأفراد، واستئذان الأطفال البالغين كذلك في كلّ الأوقات، وليس فقط في أوقات العورات، وذكرت أحكاماً متعلّقةً بكبار السّنّ من النّساء، اللّاتي لا يصلحن للزّواج، كما وذكرت أحكاماً للضّيافة.

ذكرت الآيات من سورة النّور بعد ذلك منزلة بيوت العبادة والصّلاة، ففيها طهارةٌ للقلوب، وصلاحٌ للمجتمع، كما وذكرت منزلة من تعلّق قلبه بالمساجد، وذكرت كذلك خضوع سائر الخلق لله عزّ وجل، وسيره وفقاً لمشيئته، وذكر وعداً من الله للمسلمين، باستخلافٍ في الأرض، ونصرٍ على الكافرين، واختتمت الآيات بإعلانٍ لملكيّة الله لكلّ ما في الوجود، وبعلمه بكلّ شيء.