علاقة المسلم بالقرآن الكريم القرآن الكريم هذا النور المبين، للمسلم علاقة به يجب أن تدوم ولا تتوقف، فهذه العلاقة في ديمومتها مؤشر إيجابي على قوة إيمان صاحبها، وحي تمثل الصلة الحقّة بكتاب الله عزّ وجل، فكلما أخذت هذه العلاقة طابع الديمومة والاستمرار تدرجت بصاحبها إلى مراتب الخيرية في العبادة، وانتظام هذه العلاقة يدل على إيجابية الصلة بكتاب الله عزّ وجل، وهناك أشكال لهذه العلاقة بين قراءة وختم دوري، وبرنامج دراسة وتدبر، وحفظ، وآخر للعمل والتطبيق، فكلها تدخل في دائرة العلاقة الإيجابيّة مع كتاب الله عز وجل، فهذه كلها أوراد يوميّة للقرآن الكريم، ورد التلاوة، وورد الحفظ، وورد التدبر.
وتبقى علاقة المسلم بكتاب الله، وطبيعة هذه العلاقة، وعمقها، مقياس قوة إيمان صاحبها، ودرجة انتمائه لرسالته العظيمة التي يحمل، وفي انتظامها انتظام لدقائق الزمن، وتعويد للنفس على الاغتراف من صدفه، ونيل خيراته، فلا يشعر بقيمة الزمن الحقيقي والوقت، إلا من شرع في تنظيم وقته، وقسّمه على يومه وليله، فهنا تُدرك قيمة الوقت، ويُعرف شرف الزمان.
برنامج ختم القرآن الكريم في شهر كل مسلم يستطيع أن يختم القرآن الكريم تلاوة في شهر، ولكن همّة المسلم، وعلاقته الإيجابيّة بكتاب الله تعالى تدفعه إلى مراحل متقدمة على ذلك بكثير، بحيث يغترف من خيرات القرآن الكريم في هذا الشهر، ويترقى بعلاقته به، وعناصر هذا البرنامج هي:
- ورد التلاوة اليوميّة المنتظمة، بتلاوة جزء واحد يوميّاً، ولا يزيد عن ذلك، ليترقى بنفسه مع مراحل أخرى في تعامله اليومي بكتاب الله -عزّ وجلّ- وحبذا لو استهل يومه بتلاوة القرآن الكريم من بعد صلاة الفجر.
- ورد التدبر والفهم، بأن يجعل له علاقة يوميّة تدبريّه مع القرآن الكريم، فيتسلسل في قراءة تفسير الآيات، مستعيناً ببعض كتب التفسير بأن يختار ما يراه مناسباً لثقافته ورغبته، كصفوة التفاسير، أو في ظلال القرآن، وكلما كان التدبر يعطي قيمة تربوية إيمانيّة عقدية كان أفضل.
- ورد الحفظ اليومي، بأن يرتب لنفسه برنامجاً يومياً في حفظ القرآن الكريم وفق ما يراه مناسباً، آخذاً بعين الاعتبار وقته وإمكانياته.
- تثبيت ما يحفظ، بمراجعته لنفسه، وتكراره أثناء الصلاة، ولا سيّما صلاة النوافل والقيام، فهي تساعد في تثبيت ما يتم حفظه.
- المذاكرة والمدارسة الجماعيّة لكتاب الله عزّ وجل، سواء مذاكرة الحفظ، أم تأمل وتدبر آياته بشكل جماعي، فهذا تعهّد طيّب مبارك لكتاب الله عزّ وجل، وعبادة جماعيّة، لا يعدم أصحابها أجرهم في ذلك.
- الصيد والقيد، تمر بالمسلم وهو يتفكر ويتدبر كتاب الله ـ عزّ وجل ّـ بعض الخواطر التأمليّة، فهذه الخواطر صيد ثمين، ولا تأتي دائماً، فحبذا لو قيّدها بالكتابة، فالذاكرة لا تكفي وحدها لذلك.
- إيجابية النقل، ورسالة التبليغ، المسلم صاحب رسالة عظيمة، وهو جندي متأهب دوماً للتبليغ، فكلما سنحت له الفرصة لنقل ما توصل إليه من معلومات وفهم سليم فلينقل هذا لأصدقائه، وليجعله حديثه الجانبي، فالقرآن خير ما تقضى به الأوقات، فهذه إيجابية في النقل والتبليغ معاً.