القطف (الاسم العلميّ: atriplex hortensis) هو جنس نباتيّ تحت رتبة القرنفليّات، يشمل أكثر من 400 نوعٍ من الأعشاب تنمو في كلّ القارّات باستثناء القارّة القطبيّة الجنوبيّة، ينمو القطف بصورةٍ طبيعيّةٍ في المناطق الجافّة وشبه الجافّة من العالم بسبب مُقاومته الكبيرة للجفاف وتحمُّله للأملاح. ونباتات القطف بعضها نباتات حوليّة، أو مُعمّرة، أو شُجيرات منها المُنتَصب ومنها الشُّجيرات الزّاحفة، وتنمو ليصل ارتفاعها إلى مترين، وتمتد لتصل إلى 2.4 متراً على الأرض، ولها فروع بيضاء.[١]
وللقطف مُسميّات عديدة منها : السَرْمَق (من الفارسية: سَرْمَهْ)، أو السَرْمَج، أو بَقْل الرّوم، والبَقْل الذَهَبِيّ، أو السَبَانَخ الحِجَازِيّ، أو الرُّغْل.[٢]
القطف نباتٌ حوليّ خشن المظهر يُشبه السّبانخ، له ساقٌ مُنتصبةٌ يصل ارتفاعها إلى حوالي 25 سم، وتحمل أوراقاً رُمحيّةً قلبيّة الشّكل لونها أصفر أو أحمر داكن، وقد تكون خضراء. يظهر النّبات في فصل الرّبيع، وينضج من أواسط الصّيف إلى شهر أوكتوبر/تشرين أول.[٢]
موطن هذا النّبات هو شواطئ أوروبا وبلدان البحر الأبيض المُتوسّط، وهو واحدٌ من عددٍ قليلٍ من النّباتات الأصليّة في مصر والتي تُوفّرغذاءً للإنسان. استُخدِمَت الأوراق من قِبَل الرّومان والفراعنة والحضارات القديمة في مصر واليونان في الطّبخ وكعشب صالح للأكل.[٣] ينتشر في الوطن العربيّ اليوم، خصوصاً في مناطق المغرب العربيّ والجزائر وتونس وليبيا. يُزرع نبات القطف أحياناً كنبات زينةٍ، ويُستفاد منه في تصنيع صبغةٍ زرقاءَ شبيهة باللّون النيليّ.[٤]
يشتهر نبات القطف في العالم العربيّ باستخدامه كعلاجٍ شعبيٍّ لعلاج أمراض الصّدر، وآلام المعدة، ولمعالجة الدّيدان المعويّة، وتنظيم إفرازات المرارة، وكمُسهِل.[٥] كما اشتهر استخدامه عند النّساء لمعالجة تكيّس المبايض وتأخّر الحمل. يحتوي نبات القطف على الكثير من العناصر أهمّها مادّة السّابونين، والفلافونيدات، والقلويّات، والعديد من الفيتامينات كفيتامين (c) و (a)، إضافةً إلى معادنَ مُهمّة مثل: الكالسيوم، والحديد، والفسفور، والمغنيسيوم.[٥]
العناصر الغذائية لنبات القطفيبيّن الجدول الآتي مُحتوى 100غم من نبات القطف من العناصر الغذائيّة الأساسيّة:[٤]
بروتين 17غم كربوهيدرات 56 غم دهون 3غم ألياف 11غم كالسيوم 2000مغم فسفور 150مغم حديد 10مغم نحاس 2مغم مغنيسيوم 500مغم بوتاسيوم 800مغم منغنيز 10مغم بيتا كروتين 2مغم فوائد نبات القطفيَشتهر نبات القطف بالعديد من الفوائد العلاجيّة؛ منها ما تمّ تأكيده بإجراء أبحاث وتجارب، ومنها ما هو مُتعارف بين النّاس دون أن يكون مُثبتاً علميّاً:
الفوائد الموثّقة لنبات القطفينتشر استخدام نبات القطف في الطبّ الشعبيّ في المجالات الآتية:
كون نبات القطف يتحمّل ظروف قلّة الماء والملوحة العالية، فإنّه يمكن أن يُوفِّر مصادرَ ذات قيمةٍ غذائيّةٍ جيّدة كأعلاف خلال مواسم الجفاف. ويمكن استخدام مُستخلصات نبات القطف في حفظ الأغذية الطبيعيّة لخصائصها المُضادّة للجراثيم.[٦] ويمكن زراعته في الأراضي المالحة للتخلّص من أملاح التّربة واستصلاح الأرض للزراعة. مثل النباتات الملحيّة الأُخرى، يُمكن استخدام نبات القطف في الطبّ البيطريّ لمُكافحة الطُفيليّات الداخليّة.[٦]
ولنبات القطف مُستقبلٌ واعدٌ في مجال الطّاقة البديلة؛ فقد تمّ تحقيق إنتاج 14 طناً في الهكتار الواحد في مُحيط لاندسكرونا ولوند في السّويد، ويُتوقع إنتاج أكثر من ذلك في مناطقَ أُخرى. كما يمكن تحويل المواد النّاتجة عنه إلى وقودٍ سائلٍ أو غاز.[٨]
طرق تناول نبات القطفتُؤكل الأوراق - النّيئة أو المطبوخة - مثل السّبانخ، للأوراق نكهةٌ قويّةٌ، وعادةً ما تُخلط مع أوراق نبات الحُمّيض من أجل تعديل حموضته. ويمكن تناول البذور مطبوخةً بإدخالها في الوجبات والشّوربات وغيرها، أو أن يتمّ خلطها مع الطّحين عند صنع الخبز.[٨]
الأعراض الجانبيّة لنبات القطففي ما يتعلّق بسلامة تناول نبات القطف فلا يحتوي أيّ عضو من أعضاء هذا الجنس على أيّ موادٍ سامّة، وكلّها لديها أوراقٌ صالحةٌ للأكل، ومع ذلك، إذا تمّ تسميدها بالأسمدة الصناعيّة خلال نموها فقد تتركّز كميّات ضارّة من النّترات في أوراقها. كما تحتوي البذور على مادّة السّابونين التي تُعتَبر سامّة، ولكنَّ امتصاصها قليل جداً في الجسم البشريّ، لذا يمرُّ مُعظمها دون أن يُسبّب أذىً للجسم، ويُمكن إزالتها عن طريق غسل البذور بعناية في الماء، وطبخها جيّداً، وربما تغيير ماء الطّبخ مرّةً واحدةً.[٨]
يحتوي نبات القطف على مُستويات عالية من مادّة الأوكساليت، مثل السّبانخ، لذلك يُفضّل تجنُّب تناولها لمن لديهم مشاكلَ حصى الكلى التي تتكوّن من ارتباط الأوكساليت الحرّ مع الكالسيوم وتُرسّبه في الكلى. يجب طهي الأطعمة الغنيّة في الأوكساليت للتّقليل من تركيزه فيها، كما يُمكن نقع هذه الأطعمة قبل طبخها ولكنّ ذلك يُقلّل من مُحتواها من العناصر الغذائيّة المُفيدة الأُخرى، بالإضافة إلى محتواها من الأوكساليت مثل فيتامين c.[٩]
المراجعالمقالات المتعلقة بفوائد عشبة القطف