اشتهر العرب منذ القدم بحبّهم للعلم، فبرز منهم الكثير من العلماء والأدباء، وكان أحدهم أبو قاسم عباس بن فرناس التاكرني، الذي اشتهر بعلمه الموسوعيّ حيث برع في الشعر، والموسيقى، وفي علم الرياضيات، الكيمياء، والفلك، والفلسفة، كما أنّه اشتهر في ذلك الزمن وفيما بعد بإنجازه الأكبر في محاولته الطيران، وبسبب تعدّد قدراته في العلوم المختلفة أطلق عليه حكيم الأندلس.
ولد عباس في منطقة تُسمّى بالرندة في الأندلس وذلك في العصر الأموي من عام 810 ميلادي، وقد عاصر الكثير من الأمراء الأمويين وكان مقرباً منهم بسبب قدرته على كتابة الشعر وإلقائه، وكذلك على ضرب العود، وبراعته في الموسيقى، وقد اتهم عباس بن فرناس بأنه كافر، وتمت محاكمته أمام الجميع في المسجد الجامع، ليتبين أنّه بريء من تلك الاتهامات وبأنّه مسلم بلا شك، وكانت تلك الاتهامات نابعة من المبالغة والجهل الذي يعتم أفكار بعض الأشخاص.
الاختراعاتلقد توفى العالم عباس بن فرناس في عام 872 ميلادي في قرطبة نتيجة محاولته للطيران حيث سقط أرضاً، فهو لم يصنع للجناحين ذيلاً يُساعده على إكمال طيرانه، ولكنه كان سبباً في إعطاء الغرب فكرة الطيران وإكمالها إلى أن وصلت إلى الطائرات الكبيرة في وقتنا الحالي، ففي جميع العلوم، والطب، والرياضيات كان العرب هم الأسبقون في العلم، والغرب من كان يأخذ أفكارهم ويكملها، وشاع أنّ سقوطه جراء محاولة الطيران أدى لوفاته ولا دليل تاريخيّ على ذلك، إلا أنّه خلط بين حادثة طيران عباس بن فرناس وإسماعيل بن حماد الجوهري الذي مات في محاولة طيران حيث إنّ عباس بن فرناس مات ميتة طبيعيّة بعد محاولة الطيران بسنوات عدة.
التكريمالمقالات المتعلقة بكيف توفي عباس بن فرناس