اسم عالم مسلم

اسم عالم مسلم

أبو بكر الرازي

الرازي هو طبيبٌ وعالم فارسي وصف بأنّه من أعظم أطباء الإنسانيّة على الإطلاق، ولد في السادس والعشرين من آب عام ثمانمئةٍ وخمسٍ وستين للميلاد، وله العديد من المؤلفات من أهمها كتاب (الحاوي في الطب) والذي يَضمّ بين طيّاته جميع المعارف الطبيّة التي تمّ التوصل إليها منذ عهد الإغريق حتى القرن التاسع للميلاد، وبقي هذا الكتاب هو المرجع الطبي الرئيسي في دول أوروبا لقرونٍ عدّة.

نبذة عن حياة الرازي وآرائه

لم يعرف على وجه الدقّة مكان ميلاد الرازي، لكنّ الاعتقاد السائد بأنه ولد في مدينة الري المُحاذية لمدينة طهران عام ثمانمئةٍ وخمسٍ وستين ميلاديّة.

أمضى الرازي فترة شبابه في مدينة السلام (بغداد) التي درس الطبّ فيها؛ حيث كان يعتقد بأنّ على الطلاب تعلّم صناعة الطبّ في المدن المزدحمة بالسكّان، حيث يكثر فيها المرضى وبالتالي فإنّ مهرة الأطباء يقومون بمزاولة مهنتهم. بعد إتمامه لدراسته عاد الرازي إلى مدينته الري بدعوةٍ من حاكم المدينة (منصور بن إسحاق) ليتولّى إدارة مستشفى المدينة، وعمل الرازي على تأليف كتاب لحاكم المدينة أطلق عليه اسم (المنصوري في الطب)، وكتاباً آخر أطلق عليه اسم (الطب الروحاني)؛ بحيث يُتمم كلا الكتابين الآخر، فالكتاب الأوّل يختصّ بأمراض الجسد، والكتاب الثاني يختصّ بأمراض وعلل النفس.

انتقل الرازي لاحقاً إلى مدينة بغداد مُجدّداً لتولّي رئاسة البيمارستان (المعتضدي) الجديد الذي أنشأه الخليفة المعتضد بالله. شغل الرازي العديد من المناصب المهمّة والمَرموقة في مدينة الري التي أمضى فيها الشطر الأخير من أيّام حياته، وقد أصيب بالماء الأزرق في عينيه الذي أدى إلى فقدانه للبصر لاحقاً. كان الرازي متواضعاً ومتقشّفاً، وقد قال في كتابه (السيرة الفلسفيّة): "ولا ظهر منّي على شره في جمع المال وسرفٍ فيه، ولا على مُنازعات الناس ومخاصماتهم وظلمهم؛ بل المعلوم منّي ضدّ ذلك كلّه، والتجافي عن كثيرٍ من حقوقي، أمّا حالتي في مطعمي ومشربي ولهوي، فقد يعلم من يكثر مشاهدة ذلك منّي أنّي لم أتعدّ إلى طرف الإفراط، وكذلك في سائر أحوالي مما يشاهده هذا من ملبسٍ أو مركوبٍ أو خادمٍ أو جارية ".

وقد قال الرازي في الفصل الأوّل من كتاب (الطب الروحاني)، في باب فضل العقل ومدحه، الذي يؤكدّ فيه على أنّ العقل هو المرجع الأعلى الذي يتمّ اللجوء إليه: " ولا نجعله هو الحاكم محكوماً عليه، ولا هو الزمام مزموماً، ولا هو المتبوع تابعاً، بل نرجع في الأمور إليه ونعتبرها به، ونعتمد فيها عليه".

آمن الرازي بفلسفة سقراط، ودافع عنها بقوله: " إنّ العلماء إنما يذكرون الفترة الأولى من حياة سقراط، حينما كان زاهداً وسلك طريق النسّاك، لكنه كان قد وهب نفسه للعلم في بدء حياته، لأنه أحبّ الفلسفة حباً صادقاً، لكنه عاش بعد ذلك معيشةً طبيعيّة "، وآمن الرازي باستمراريّة تقدّم البحوث العلميّة والطبيّة التي لن تتم بحد زعمه إلا بدراسة كتب الأوائل، وله العديد من الإسهامات في علوم الفيزياء التي قام فيها بتعيين الكثافات النوعيّة للسوائل، وعمل على تصنيف ميزانٍ خاص لقياسها أسماه (الميزان الطبيعي). للرّازي فضلٌ كبير في علوم الكيمياء، وذلك من خلال تقسيم المواد التي كانت مَعروفةً في عصره إلى أقسامٍ أربعة، هي موادٌ نباتيّة وحيوانيّة ومعدنيّة ومشتقّة.

مؤلفات الرازي
  • كتاب في الفصد والحجامة.
  • الشكوك على جالينوس.
  • إنّ للعبد خالقاً.
  • الطبّ الروحاني.
  • هيئة العالم.
  • المدخل إلى المنطق.
  • طبقات الأبصار.
  • مقالة في اللذة.
  • الكيمياء وأنها إلى الصحّةِ أقرب.

المقالات المتعلقة باسم عالم مسلم