كيف كانت نهاية الحجاج بن يوسف الثقفي

كيف كانت نهاية الحجاج بن يوسف الثقفي

سنة الله في الظالمين

جرت سنّة الله سبحانه وتعالى في الكون أنّ الظّلم لا يدوم بحالٍ من الأحوال، وأنّ الظّالم مهما بغى وطغى فإنّ له يوماً يعاقبه فيه الله وينتقم منه، ففي الحديث الشّريف إنّ الله سبحانه يملي للظّالم حتّى إذا أخذه لم يفلته، وفي القرآن الكريم قوله تعالى: (وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليمٌ شديد)، وإنّ هذه الحقيقة الرّبانيّة هي سنّة إلهيّة لا تتغيّير ولا تتبدّل مهما تغيّرت الأحوال والظّروف، ومهما تعاقبت دول الظّلم وشخوص الظّالمين.

الحجاج بن يوسف الثقفي وظلمة

سجّل لنا التّاريخ الإسلامي قصصاً وسيراً لكثيرٍ من الظّالمين الذين ظلموا البلاد والعباد وعاثوا في الأرض فساداً، ومن بين هؤلاء رجلٌ اسمه الحجّاج بن يوسف الثّقفي الذي يراه الكثير من علماء السّنة على أنّه والٍ ظالمٍ مستبدّ حكم شعبه بالدّم والنّار ولم يحترم العلماء، وقد أخذ الحجّاج سلطته من الحكم الأموي الذي حكم المسلمين بعد الخلافة الرّاشدة، وتحديداً في خلافة عبد الملك بن مروان ظهر نجم الحجّاج عندما قرّبه الخليفة إليه، فقد كان الحجّاج من أشدّ المدافعين عن الحكم الأموي حيث خاض حروباً ومعارك ضد معارضيهم ومن ذلك الحرب ضد عبد الله بن الزبير حيث حاصر الحجّاج الكعبة عندما تحصّن فيها عبد الله بن الزّبير مع جماعته وضربها بالمنجنيق، وقد قام الحجّاج حينها بصلب ابن الزّبير وبقي مصلوباً عدّة أيّام حيث كانت تمرّ عليه أمّه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها فتقول قولتها الشّهيرة أما آن لهذا الفارس أن يترجّل.

نهاية الحجّاج

سجّل التّاريخ للحجّاج قتله للعلماء واستهانته بالدّماء، ومن هذه الأحداث حادثة قتل التّابعي الجليل والعالم الفقيه سعيد بن جبير، فقد اتّهم الحجّاج سعيد بن جبير بالاشتراك مع عبد الرحمن بن الأشعث في ثورةٍ ضد الخلافة الأمويّة، ولقد تمكّن الحجّاج من أسر سعيد بن جبير حيث أتي به إليه وحصل بينها الحوار الشّهير الذي انتهى بدعاءٍ صادق من قلب المظلوم سعيد بن جبير على هذا الطّاغية الظّالم حينما قال: "اللّهم لا تسلطه على أحدٍ من بعدي".

لم يلبث الحجّاج بن يوسف بعد قتله سعيد بن جبير إلاً قليلاً حيث ظهرت في جسده بثرة يخرج منها الدّم والقيح تسبّب له الألم الشّديد حيث بقي في هذه الحال شهراً كاملاً، وقد كان في آخر أيّامه يرى الكوابيس في نومه ومنها أنّه يسبح في أنهار من الدّماء فيسيقظ من نومه فزعاً ويقول مالي ولسعيد بن جبير، وقد توفّي الظّالم بعد خاتمةٍ مؤلمة كان فيها العبرة لغيره من الظّالمين.

المقالات المتعلقة بكيف كانت نهاية الحجاج بن يوسف الثقفي