صعوبات التعلّم
توجَد العديد من التّعريفات التي اجتَهَد العُلماء فيها لوصف حالة صعوبات التعلّم، ومن أشهر هذه التعريفات وأكثرها اعتماداً تَعريف الحُكومة الاتحاديّة الأمريكيّة للأطفال ذوي صعوبات التعلم، والذي ينص على أنّ "الأطفال ذوي صعوبات التعلّم هم الذين يعانون من قصورٍ في واحدةٍ أو أكثر من العمليّات النفسيّة الأساسيّة التي تتطلب فهم أو استخدام اللغة المكتوبة والمنطوقة، ويظهر هذا القصور في نقص القدرة على الاستماع والتفكير أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو التهجئة أو في أداء العمليّات الحسابيّة، ويرجع هذا القصور إلى إعاقةٍ في الإدراك، أو إلى إصابةٍ في المخ، أو إلى الخلل الوظيفيّ الدماغيّ البسيط، إو إلى عسر القراءة، أو حبسة الكلام النمائية، ولا يجوز أن تكون صعوبات التعلّم هذه ناتجةً عن إعاقةٍ بصريّةٍ أو سمعيّةٍ أو حركيّةٍ أو عن تخلّفٍ عقليٍّ أو عن اضطراباتٍ انفعاليّةٍ أو عن حرمانٍ بيئيٍّ أو ثقافيٍّ أو اقتصاديٍّ."[١]
خصائص الأطفال الذين لديهم صعوبات تعلّم
هناك مجموعةٌ من الخَصائص العامّة لذوي صعوبات التعلّم وهي:[٢]
- الخصائص المعرفيّة: وتتمثّل في انخفاضٍ واضحٍ لمستوى التحصيل الدراسيّ في واحدة أو أكثر من المواد الأكاديميّة الأساسيّة، أي في القراءة أو الكتابة أو الحساب.
- الخصائص اللغويّة: حيث يُعاني الطّفل من مُشكلاتٍ في استقبال وفهم الكلام، وفي التعبير، وكذلك قد يُخطئ في تَركيب الجمل فيحذف بعض الكلمات أو يُخطئ في الصياغة النحويّة.
- الخصائص الحركيّة: حيث تظهر لدى الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلّم مشكلاتٌ في الحركات الكبيرة؛ كالرّكض، أو القفز، أو التقاط الأشياء، ومُشكلاتٌ في الحركات الدقيقة مثل استخدام المقص أو الكتابة.
- الخصائص الاجتماعيّة والسلوكيّة: ومن هذه المشكلات عدم ضبط النفس، وإظهار تغيّراتٍ انفعاليّةٍ سريعةٍ، وإظهار سلوكياتٍ غير اجتماعيّةٍ، والانسحاب الاجتماعيُّ.
كيفيّة التَعامل مع أطفال صعوبات التعلّم
أثبتت الدّراسات أهميّة دور الأسرة في معالجة مشكلة صعوبات التعلّم عند الطفل والتخفيف منها، و بيّنت أنّ دَورها في التأثير على الطفل أقوى بكثير من المدرسة، وأن الأسرة كلّما أولت الطفل الاهتمام المُناسب فإنها تُحقّق نجاحاتٍ كبيرةً في التغلب على المشكلة، وهناك بعض النقاط التي من الممكن أن تلخّص دور الأسرة في التعامل مع الطفل وهي: [١]
- ملاحظة الطفل، فمن الضروريّ أن يُتابع الأهل نمو طفلهم وتطوّره بشكلٍ مستمرٍ من قبل سنّ المدرسة وحتى المدرسة، والبحث والسؤال حول أيّ ملاحظةٍ مقلقةٍ في تطور الطفل النمائيّ أو الأكاديميّ.
- تقييم الطفل، واتخاذ القرار بأن يخضع لاختباراتٍ تقييميّةٍ من قبل متخصّصين للتأكد من وجود مشكلة صعوبات التعلّم أم لا، وإعطاء المختص إجاباتٍ دقيقةٍ تماماً على أسئلتهم عن حالة الطفل ليكون التشخيص دقيقاً.
- اتّخاذ القرارات الإيجابيّة التي تتعلّق بمصلحة الطفل في المستقبل بعد الحصول على التقييم والتأكّد من وجود المشكلة، والعزم على تَحمّل المسؤولية لمساعدة الطفل.
- تقبّل الطفل ومساعدته على تَخطّي المُشكلة بصبر، وعدم مُعاقبته على التقصير وتحميله عبئاً أعلى من طاقته وقدراته.
- البحث والتعلّم وأخذ الدورات التي تتعلّق بصعوبات التعلّم لفهم الوسائل والأساليب التي قد تساعد على حلّ المُشكلة وفهم أنواع البرامج والمساعدات التي تُقدّم لهذه الفئة من الأطفال والطلّاب.
- التعاون بين الأهل والمدرس أو اختصاصيي التربية الخاصّة وتنفيذ تعليماته بما تقتضيه مَصلحة الطفل.
كيفيّة التعامل دراسيّاً مع أطفال صعوبات تعلم
هناك بعض النصائح للمساعدة في تدريس الأطفال الّذين يُعانون من صعوبات التعلّم منها:[٣]
- إظهار موقف إيجابي تجاه الطفل وتقبّله، وإدراك الاختلاف بينه وبين الآخرين وعدم مقارنته بغيره.
- اختيار طرق التعلّيم التي ستكون سهلةً على الطفل، والتركيز على نقاط القوّة لديه وليس على نقاط الضعف.
- الابتعاد عن الاستهزاء والتوبيخ وأسلوب التهديد أثناء التعامل مع الطفل.
- اتّباع عمليّة التعلم بالوسائل والصور وغيرها، والاعتماد على الأشياء الملموسة قدر الإمكان في تعليم الطفل والابتعاد عن التلقين ما أمكن.
- ضبط النفس والهدوء أثناء تدريس الطفل، وإظهار الحزم للسيطرة على العمليّة التعليمية، وعدم إعطاء مجالٍ للطّفل للسيطرة على وقت التدريس.
- اعتماد أسلوبٍ يهتمّ بالأسئلة التي تُحفّز التفكير لدى الطفل.
- تحديد مهمّات تُناسب وضع الطفل؛ فلا تكون أكبر من قدراته ولا سهلة جداً له، وتحديد وقت مُحدّد لإنهاء هذه المهمات.
- يجب اختيار معلّم يرغب بالعمل مع الأطفال من هذه الفئة تحديداً، ويكون على مَعرفةٍ بأساليبِ التّعامل والتدريس.
- إذا فشل الطفل في تعلم مهارة ما فيجب تغيير طريقة التعليم واستخدام طرق أخرى، وإذا لم ينجح يَجب استبدِالها بمِهارة أبسط قليلاً.
- يجب التدرّج في وقتِ حلّ الواجبات، فيتمّ البدء بالواجبات التي تحتاج إلى وقتٍ قليل، ثمّ زيادة هذا الوقت تدريجيّاً لوقت أكبر.
- ربط الخبرات التعليميّة الجديدة بالخبرات السابقة.
- جعل الطفل يساهم ويُشارك في اختيار النّشاطات التعليميّة التي يُحبّ وبأيٍّ منها يبدأ مثلاً.
- منح الطفل الوقت الكافي للإجابة أو حلّ التمرين وما إلى ذلك وعدم استعجاله.
- المعرفة والاطّلاع على أساليب تعديل السلوك لاستخدامها باستمرار مع الطفل.
- عمل خطط يوميّة جاهزة للتّطبيق للطفل ومتابعته، وإعطاؤه تعليماتٍ وواجبات يوميّة.
أسلوب الحواس المتعددة
يُعدّ أسلوب فرنالد (vakt) من الأساليب المهمّة في تدريس الطفل الذي يُعاني من صعوباتِ التعلّم، وهو يعتمد على جعل الطّفل يَستخدم كلّ حواسه معاً أثناء تدريبه، وهذا الأسلوب يُسهّل التعامل الأكاديميّ مع الطفل ويساعد الأهل أو المعلّمين على إثراء العمليّة التعليميّة لزيادة استيعاب الطفل للمادّة، فيكونُ الطّفل أكثر قابليّةٍ للتعلّم، ويُطبّق هذا الأسلوب كما في المثال الآتي:[٣] " * يحكي الطفل قصّةً قصيرة للمعلم.
- يكتبها المعلّم.
- يطلب المعلّم من الطفل النظر إليها (البصر).
- يطلب المعلم من الطفل أن يستمع إليه وهو يقرؤها (السمع).
- يقرؤها الطالب (النطق).
- يكتبها الطفل (اللمس والحركة)."
المراجع
- ^ أ ب جمال مثقال القاسم (2000)، أساسيات صعوبات التعلم (الطبعة الأولى)، الأردن: دار صفاء للنشر والتوزيع، صفحة 15.
- ↑ أحمد حامد الخطيب و حسين مدالله الطراونة (2002)، القياس والتشخيص في التربية الخاصة (الطبعة الأولى)، الأردن: دار صفاء للنشر والتوزيع، صفحة 149.
- ^ أ ب ماجدة السيد عبيد (2001)، مناهج وأساليب تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة (الطبعة الأولى)، الأردن: دار صفاء للنشر والتوزيع، صفحة 262.