ولد ابن سينا في قرية تسمّى افشنا، حفظ القرآن قبل أن يبلغ سنّ العاشرة، وتلّقى علوم الطّب، والفقه، والفلسفة من عالم يسمّى أبو عبد الله النائلي، حيث قام والد ابن سينا بالإحسان إلى هذا العالم، واستضافته في منزله؛ من أجل تعليم ابنه، فما كان منه إلا أن يتفرّغ لتعليم ابن سينا الذي أبدى حنكة، وذكاءً كبيرين، حيث إنه كان يجيب على الأسئلة بطريقة لا تخطر على بال معلمه، وعندما شبّ ارتحل عن قريته، والتحق ببلاط السّلطان نوح بن منصور الذي أوكل إليه متابعة أعماله الماليّة.
فلسفة ابن سينايشابه ابن سينا في فلسفته الفارابي، خاصّة في الفلسفة الطبيعيّة، والإلهيّة، بالإضافة إلى نظرية الصدور، وطوّر على نظريّة النّفس، ولكنّ معارضيه اتّهموه بأنه ينادي بما نادى به الفارابي، ولم يقدم جديداً، حيث اتفق الاثنان أن الأجسام لا تقوم يوم البعث، وبأنّ الله يعلم الكليّات، وليس الجزئيّات، فما كان من الغزالي إلا أن كفّره، وذكر ذلك في كتابه المنقذ من الضلال، وكذلك ابن كثير، وتبعهم ابن العماد الحنبلي.
إنجازات ابن سينا الطّبيّةقام ابن سينا بمعالجة الناس دون مقابل حباً لفعل الخير، وتقديساً للعلم، وقد ذاع صيته عندما عالج الأمير نوح بن منصور، بالرّغم من أنّه لم يتجاوز السبع سنين، مما فتح له أبواب مكتبات الأمير، فنهل منها علماً لم يحص عليه غيره في ذلك الوقت، ويرجع له فضل اكتشاف العديد من الأمراض ومنها دودة الإنكلستوما، والتي سمّاها الدودة المستديرة، والتهاب أغشية الدماغ، والتي تعرف بأغشية السّحايا، وفرّق بين أنواع الشلل، ووضّح أنّ بعضها يكون بسبب في الدّماغ، بينما بعضها الآخر يعود لأسباب خارجيّة، ووضّح الفرق بين المغص الكلوي، والمغص المعوي.
كما عالج التهاب القناة الدّمعية، ووضّح أعراض حصوة المثانة، وحصوة الكلى، وقد وصف الأطباء الحديثون، أنّه من الصّعب عليهم إضافة أي عرض آخر غير التي وصفها ابن سينا، بالإضافة لوصفه بعض الأمراض النسائيّة مثل انسداد المهبل، والإجهاض، والأمراض التي تصيب المرأة بعد الولادة مثل النزيف، واحتباس الدّم، وتعفّن الرحم.
المقالات المتعلقة ببحث عن العالم ابن سينا