إنّ محبة الله تعالى هي الغاية الأسمى التي يتطلع إليها جميع المسلمين، فإذا نال المسلم حبّ الله تعالى نال الطمأنينة والسعادة، إذ يقول الله تعالى في الحديث القدسي: (إِنَّ اللهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ).
حب الله تعالىلكي ينال المسلم حبّ الله تعالى لا بدّ له من أن يتبع بعض الخطوات التي تقربه من الله تعالى، وعلى رأس هذه الخطوات اتباع ما أمر الله تعالى به، فيقوم بالفرائض التي فرضها الله تعالى عليه ويجتنب المعاصي التي نهى الله تعالى عن اتباعها.
كما لا يمكنك أن تنال حبّ أيّ شخصٍ في الدنيا وأنت تخالفه في كلّ ما يطلبه منك، فإنّك لن تستطيع أن تنال حبّ الله تعالى ملك الملوك الذي ترفّع عن أي مثلٍ ووصفٍ في حال مخالفة أوامره، وترك الفرائض، واتباع الشهوات، وبعد ذلك يمكن للإنسان التقرب إلى الله تعالى بشتى الوسائل والطرق الأخرى الممكنة كالنّوافل، والسنن، والدّعاء والصدقة، وغيرها من الأعمال التي يحبّها الله تعالى وتقربه منه. صفات الناس الذين يحبهم الله تعالىلقد ذكر الله تعالى في عدة مواضع من القرآن الكريم بعض الصفات التي يحبّها الله تعالى في عباده رحمةً بهم ولكي يعلموا أنّ هذه الصفات هي الصفات التي يحبّ أن يراها الله تعالى في عباده حتى يحبهم، وإنْ وجدت هذه الصفات في الإنسان كان على قدرٍ عظيمٍ من خلق والوَرع والخوف من الله تعالى، ومن هذه الصفات التي ذكرها الله تعالى: الإحسان، وهو مفهومٌ شاملٌ يمتدّ في كلِّ حياةِ الإنسان وليس في عبادته فقط، فعلى الإنسان أنْ يُحسن في عمله، وفي علاقته مع زوجه، وأولاده، وأهله، وجميع النّاس، وفي أخلاقه وكلّ جوانب الحياة سواء كان يراه الناس أم لا يرونه.
من الصفات الأخرى صفة التوابين، فكلّ إنسانٍ معرضٌ للخطأ، ولكنّ المؤمن الذي يطلب حبّ الله تعالى يُسارع إلى التّوبة والنّدم فور الوقوع في المعصية، ويحبّ الله تعالى المتوكلين، ولكنْ ليس المتوكلين من دون عمل، إذ يكون العمل والتفكير والتدبير جنباً إلى جنبٍ مع التوكل عليه سبحانه، ويحبّ الله تعالى المُقسطين أيضاً الذين يُنصفون في معاملتهم مع النّاس، وغيرها من الصفات التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم.
صفات لا يحبّها الله تعالىإذا أراد المسلم أن يحبّه الله تعالى عليه بأمرٍ آخر أيضاً، وهو تجنبّ ما لا يحبه، فكيف تطلب من الله تعالى أنْ يحبك وأنْ تفعل ما نهاك عنه، وهي صفاتٌ ذكرها الله تعالى أيضاً في القرآن الكريم، فالله تعالى لا يحبّ المُعتدين، ولا يحبّ الفساد، ولا الجهر بالسوء، أو الظلم، أو التكبّر، أو الكفر به تعالى، أو الإسراف، وقد ذكرّ الله تعالى أيضاً في القرآن الكريم العديد من الصفات الأخرى التي لا يحبّها والتي على كلّ من يطلب محبته تعالى أنْ يتجنبها كي ينال ذلك الشّرف العظيم الذي لا يفوقه شرفٌ أبداً.
المقالات المتعلقة بكيف تكون محبوباً عند الله