نشأة الكون ما زالت نشأة الكون وبدايته تشكل لغزاً كبيراً للباحثين والعلماء على حد سواء، فكيف تكوّنت النجوم والأرض والكواكب الأخرى؟ وكيف تدور في نظام زمني محكم؟ وما هي العلاقة التي تجعل الكواكب تطفو بهذا الشكل في فراغ كبير لا نعرف منه إلا بضع معلومات فقط، ومن أين أتت كل هذه المواد التي عملت على خلق الكواكب والأرض والهواء الذي نتنفسه، كل هذه الأسئلة دارت في أذهان الكثير من القدماء والحاليين من العلماء، وأرسلت البعثات العلمية إلى الفضاء لدراسة المواد الفضائية لعل وعسى يتمّ العثور على طرف الخيط الذي يؤدي إلى اكتشاف منشأ الكون.
نظرية الانفجار العظيم تنص هذه النظرية على أنّ الكون كله كان عبارة عن كتلة كبيرة من الحرارة والمواد المنصهرة والمتكونه من ذرات الهيدروجين والهيليوم، والليثيوم، ومع مرور الوقت انفجرت هذه المواد مؤدية إلى تكوين أجسام كثيرة تطايرت بعيدة عن مركز الانفجار، وحين بردت الأجسام المتطايرة أدّت إلى تكوين الكواكب والنجوم بشكلها الحالي، كما نتجت عناصر أخرى إثر الانفجار مثل الغازات المعروفة كالهيدروجين والهيليوم والأكسجين، وكما هو معروف بالقوانين الفيزيائية فإنّ هناك قوى تجاذب بين الأجسام وبالتالي فإن الأجسام السماوية كالأقمار تدور حول كوكب له جاذبية أقوى كالارض، ونتيجة لهذه القوانين تكوّنت المجرات المختلفة والتي لا نعرف منها إلا مجرة درب التبانة، ومرّ الانفجار العظيم بعدة مراحل كالتالي:
- المرحلة الأولى: وهي المرحلة ما قبل الوقت، ولم يستطع العلماء الوصول لهذه المرحلة؛ لأنّ الوصول إليها ضرب من الخيال، فكل حياتنا يحكمه الوقت والزمن، وتسمّى هذه المرحلة بالصفر المطلق، أي أنّ الوقت غير موجود وبالتالي لا تنطبق القوانين الفيزيائية المعروفة على هذه الحالة، وعندها كان الكون عبارة عن ذرة متناهية في الصغر، أصغر بكثير من قطر نواة الذرة.
- المرحلة الثانية: وهي تبدأ بتكون الزمن بمقدار ثانية واحدة، عندها كان درجة حرارة الكون تقدر بـ 10 32 وهي أكبر من درجة حرارة الشمس بكثير، وكما هو معروف أن الذرة تحكمها العديد من الروايط مثل الرابطة النووية والكهرومغناطيسية والرابطة النووية الضعيفة، وعندما بدأت هذه الروابط بالضعف أخذ الكون بالتوسّع إلى مقدار 10 سم.
- المرحلة الثالثة: وتعد فترتها من ثانية إلى 3 دقائق، وفي هذا الوقت تكونت الفوتونات والإلكترونات، ونتيجة لتضخم حجم الكون بدأت درجة الحرارة بالإنخفاض إلى 10 بليون درجة مئوية، وعند هذه الحرارة تكون عنصر الهيليوم، وبالتالي يشكل الهيليوم ربع مكونات الكون.
- المرحلة الرابعة: قدرت فترتها من 3 دقائق إلى 100 مليون سنة، في هذه الفترة بدأت ذرات الهيدروجين بالظهور والتكون نتيجة لبرود درجة الحرارة التي تسمح بتكوين هذا العنصر، ونشأت الذرات المتعادلة والغازات المعروفة.
- المرحلة الخامسة: تعتبر بعد المرحلة الثالثة إلى وقتنا الحاضر، وفي هذه المرحلة تكونت النجوم والكويكبات، واعتمادا على نظرية التوسّع بدأ الكون بالتوسع والابتعاد عن بعضه البعض مكوناً المجموعات الشمسية والمجرات الحالية.