اكتشف جزر هاواي الرحّالة جيمس كوك في عام ألفٍ وسبعمئة وثمانيةٍ وسبعين ميلادية، وأطلق عليها تسمية جزر (السندويتش)، كما أُطلِقت على هذه الجزر تسمية (ابنة البراكين) وذلك كونها بركانيّة المنشأ. تبلغ مساحة هذه الجزر ستة عشر ألفاً وستمئة وستةً وثلاثين وخمسة كيلومتراتٍ مربّعة، وتعتبر إحدى الولايات التابعة للولايات المتحدة الأمريكية.
تكونت جزر هاواي نتيجة ثوران عدّة براكين ألقت بمقذوفاتها البركانيّة المنصهرة بفعل الحرارة الشديدة من الماغما الموجودة في باطن الأرض، بعد تَعرّضها لضغوطات هائلة من الصخور البازلتية المحيطة بها، والتي تجمّدت عبر الحقب الجيولوجية، فتشكّلت صخورها وقشرتها اليابسة التي تّتصف بكونها طبقة رقيقة وبالتالي فإنّ مقاومتها وصلابتها ضعيفة، الأمر الذي سهّل صهرها من جديد لتُشكّل بيئةً مثاليّةً أمام الماغما النشطة، لتتسرّب عبرها وتخرج إلى سطح الأرض، عبر ما يُعرف بفوّهة البراكين التي تشكّل مدخنةً لتنفيسها، وما زالت هذه البراكين، تنشط وتثور إلى يومنا هذا.
تتميّز براكين جزر هاواي بخاصيّة الثوران الهادئ والمنتظم، بحيث تُعد صهارتها من الطبيعة قليلة اللزوجة والانبعاثات الغازية والرماد البركاني، وهي ظاهرة خاصّة ببراكين هاواي دون سواها، ويلحظ وجودها في مناطق الصدوع؛ حيث تندفع الحِمم البركانية من صدع في جسم البركان أو في أرضيته.
تتشكّل نافورة من الحمم، تقذفها إلى ارتفاعاتٍ عالية، فتنتج عنها مخاريط، وتبدأ هذه الاندفاعات من ارتفاع ثلاثمئة متر وقد تصل حتى ألف وستمئة متر تقريباً، وتُعتبر براكين هاواي من نوعيّة البراكين الدرعية أو الهضبية، وهي أحد عوامل الجذب السياحي إلى هذه الجزر؛ إذ إنّ كثيراً من السيّاح والمهتمّين يقصدون مناطق البراكين تلك للاستمتاع بمنظرها ومراقبة مراحل ثورانها عن كثب.
المقالات المتعلقة بما سبب تكون براكين جزر هاواي