يتحدث الدكتور أحمد شلبي صاحب كتاب مقارنة الأديان عن حوار بينه وبين زميل له بجامعة كمبردج حيث طلب منه أن يقدم له الإسلام ويثبت له أنه من عند الله. فأجابه الدكتور شلبي: لقد طلبت شيئاً يسيراً لو كنت عربياً لوضعت القرآن بين يديك لترى إعجاز نسجه وإعجاز أفكاره ولدفعك كما دفع الكثير للإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولكن رسالة محمد ليست للعرب فقط بل للناس كافة.
وفيها براهين لكل النّاس وبيان ذلك يتّضح مما يلي:
1.محمد صلى الله عليه وسلم رجل أمّي لم يعرف القراءة والكتابة قال تعالى((وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك)) وهو قليل الثقافة.
2. ورجل أمّي من بيئة غير ثقافيّة يخرج بنظام للميراث عاش أربعة عشر قرناً ولا يزال فتياً وعبر البلاد واصطدم بمدنيّات وثقافات متعدّدة وقورن بأفكار البشر في رحلته الطويلة ولكنّه رجحها ولا يزال يرجحها.
3. وقارن بين النّظام الإنجليزي في الميراث حيث يعطى للإبن الأكبر ويترك الأبناء والبنات الباقون والنّظام الهولندي الذي يعطي نصف الميراث للزوجة والباقي بالتّساوي بين الأولاد والبنات والنّظم التي تعطي البنين دون البنات كما في بعض قبائل العرب وقارن هذا النّظام بعدّة أنظمة ونرى النّظام الإسلامي يرجح الجميع دون شك باعتراف المفكرين المخلصين فقد ارتضى أقباط مصر به عن طيب خاطر. وجاء بنظام للزواج والطلاق والرق والعبودية والعبادت والسياسة والحرب وكل المشكلات والأمور الحياتيّة. ونظام لغير المسلمين في المجتمع الإسلامي وتحدّث عن موضوع اهتزت له عقول البشر مدى التاريخ وهو الله، وبين من هو الله في التفكير الإسلامي وتحدث الرسول عن ما وراء الكون فوضع هذه النقاط
4. وطرح الدكتور شلبي سؤالاً على زميله ترى أيمكن أن تكون هذه الأشياء من صنع محمد صلى الله عليه وسلم، وبينما هما كذلك إذا بزميل آخر كان يصغي لهما يجيب إذا كان محمد هو من صنع هذه الأشياء كلّها فمحمد ليس بشراً إذ إن هذه الأشياء تعجز عن القيام بها لجان وتنظيمات لها تخصصات عميقة وثقافات عالية مهما أتيح لها من مراجع. وعاد وسأل زميله ما رأيك: فأجاب نفس رأي زميلي وأشهد أن رجلاً أيّاً كانت عبقريته يعجز أن يأتي بشيء مما ذكرت مهما كانت عبقريته وثقافته ، فما بالك بكل ما ذكرت. واعتنق هذا الزميل الإسلام وسمّى نفسه محمد تيمناً بالذي جاء هذا الخير على يديه وهذه هي دعوة الإسلام تسير مع العقل والمنطق تختبرها فتزداد يقيناً. أنّها رسالة اليسر والبساطة تدخلها دون عناء أو طقوس تصلي في أي مكان وحدك أو مع جماعة إذ جعلت الأرض كلها مسجداً للمسلمين وما من وساطة بين المسلم وربه أو يجيز زواجه أو يتلقّى إعترافه أو يبيع له جنات الخلد إنّها رسالة الحريّة والسلم رسالة الدّين والرّوح والمادّة والتعاطف والقوانين والعقل.
المقالات المتعلقة بكيف تدعو الى الاسلام بالمنطق