تعتبر مهمّة الدّعاة من أجلّ المهمّات الإنسانيّة على وجه الأرض وأشرفها عند الله تعالى، فقد أثنى الله سبحانه وتعالى على نبيّه محمّد عليه الصّلاة والسّلام حيث قال: ( وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً )، كما بيّن الله طريق الفلاح في الآخرة بالدّعوة إلى الخير في الدّنيا والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، قال تعالى: ( ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )، فالدّعوة إلى الخير هي دعوة إلى الله سبحانه وإلى دينه وصراطه المستقيم وهي دعوة إلى التّمسك بالأخلاق وكلّ قيمةٍ نبيلة وسامية في الحياة، فغاية الشّرع الحكيم أن يعيش النّاس في سعادة في ظلّ حكمٍ ربّاني ارتضاه الله للبشريّة ليخرجها من ظلمات الجهل والتّيه والضّياع واتباع الهوى إلى نور الله والهدى والحقّ المبين.
لا شكّ بأنّ مهمّة الدّاعية ليست طريقاً ممهّدة مفروشة بالورود وإن كانت في جانبها الرّوحي كذلك حيث يستشعر الدّاعية في نفسه لذّة تغمر جنبات قلبه وتملأ نفسه عبيراً يشدّه نحو مزيد من العمل والبذل، فطريق الدّعوة تحتاج إلى هممٍ عالية ونفوس جلدة قويّة تحتمل الرّياح العاتية وتصبر على الأذى واللّأواء وهذا ما كان عليه الأنبياء صلوات الله عليهم وحالهم مع أقوامهم مذكور في سور القرآن الكريم وآياته قصصاً تتلى إلى يوم القيامة فيها العبرة والعظة لأولى الألباب.
صفات الداعيةإنّ المسلم وحتّى يكون داعية إلى الله يجب أن تتوافر فيه عدد من الشّروط والصّفات ومنها :
المقالات المتعلقة بكيف تكون داعية