ذكر محمد البرزنجي في كتابه الإشاعة لأشراط الساعة أنّ المهدي هو من الأمارات والأشراط العظيمة التي تسبق الساعة، وأنّ الأحاديث الواردة فيه لا تنحصر [١]، وهو رجلٌ يخرج في آخر الزمان من آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، من نسل السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، اسمه على اسم النبي الكريم فهو محمد بن عبد الله، ومن صفاته الخَلقية أنه أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يظهر في فترة تمتلئ فيها الأرض بالظلم، فيكون من مهمته أن يملأها قسطاً وعدلاً، يملك في آخر الزمان، وتكون مدة بقائه ومكثه سبع سنوات، وتكثر الخيرات في عهده حيث تنبت الأرض نباتها، ويبارك الله في الزرع والماشية والأموال حتى يحثي المال حثياً ولا يعده عداً، وينزل في عهده المسيح عيسى عليه السلام، ويصلي وراءه.[٢]
يكون وقت خروج المهدي حينما يحصل نزاع بين ثلاثة من أولاد الخلفاء على كنز الكعبة الذي لا يحصل أحد منهم عليه، ثمّ يظهر المهدي في مكة المكرمة ويعلو شأنه حينما يبايع له الناس عند الركن والمقام.[٣] ففي الحديث الشريف قوله عليه الصلاة والسلام: (يقتتلُ عندَ كنزِكم هذا ثلاثةٌ كلُّهمُ ابنُ خليفةٍ ثمَّ لا يصِلُ إلى واحدٍ منهم ثمَّ تقبِلُ الرَّاياتُ السُّودُ من قِبَلِ المشرقِ فيقتلونَكم قَتْلًا لم يقتُلهُ قومٌ ثمَّ ذَكرَ شيئًا فإذا رأيتُموهُ فتابِعوهُ ولو حَبوًا على الثَّلجِ فإنَّهُ خليفةُ اللَّهِ المَهديُّ)[٤]
وقد تواترت الأحاديث النبوية التي وردت في ظهور المهدي تواتراً معنوياً كما ذكر ذلك الإمام السيوطي في كتابه، وقد أورد في مقدمة كتابه ما ذكر في شرح عقيدة الشيخ محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي أن أخبار المهدي بلغت حد التواتر المعنوي، وبالتالي فهي جزء من معتقد أهل السنة والجماعة، وقد نقلت تلك الروايات من طرق متعددة، وروايات مختلفة عن طريق الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، وقد أفادت تلك الروايات العلم اليقيني القطعي في مجموعها، وبالتالي فإن الإيمان بأن المهدي هو من علامات الساعة أمرٌ واجب .[٧]
المراجع
المقالات المتعلقة بظهور المهدي من علامات الساعة