كيف تتقرب الى الله

كيف تتقرب الى الله

لا شكّ بأنّ الطّريق للوصول إلى رضا الله سبحانه و تعالى تكون بالإيمان به حقّ اليقين و عمل الصّالحات ، و إنّ الإنسان حين ينطق بالشّهادتين فأنّه يكون في زمرة جماعة المسلمين ، و يكون قد ابتدأ أوّل الخطوات الصّحيحة للنّجاة و الظّفر برضوان الله تعالى و دخول الجّنة ، فالمسلم صاحب العقيدة الصّحيحة يتقرّب إلى الله تعالى حين يبتعد عن أيّ شيءٍ يخلّ بهذه العقيدة أو يخدشها ، فالمسلم لا يدعوا و لا يناجي غير ربّه ، كما أنّه لا يتوسّل بأحدٍ من البشر للتقرّب إلى الله ، لأنّه لا توجد حواجز بين العبد و ربّه ، بل اتصالٌ مباشرٌ لا واسطة فيه ، قال تعالى ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ ) ، لذلك حرّم الإسلام كل البدع الباطلة الشّركيّة التي تتّبعها بعض الجماعات التي ضلّت عن الطّريق ، مثل التّوسل بالصّالحين ، و التّمسح بقبورهم و التّبرك بها ، و ما يمارسونه من شعائر باطلة .

و تأتي أعمال المسلم و عبادته في المرتبة الثّانية بعد العقيدة الصّحيحة كوسيلةٍ تقرّب إلى الله تعالى ، و الحديث القدسي المشهور يبيّن سعي المسلم للتّقرب إلى ربّه بالنّوافل و العبادات ، قال تعالى على لسان نبيه الكريم ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إلي عبدي بشيءٍ أحبّ إلي ممّا افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إلي بالنّوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطيّنه، ولئن استعاذني لأعيذنّه ) ، فأحبّ الأعمال إلى الله و أقربها إليه هو أن يؤدي العبد ما افترض الله عليه من العبادات على أكمل وجهٍ و أن يحافظ عليها ، و من أحبّ العبادات إلى الله تعالى أدومها و إن قلّت ، و بعد ذلك تأتي النّوافل من صلاةٍ و صيام و التي يسعى من خلالها الإنسان إلى التّقرب إلى ربّه أكثر ، كما يسعى إلى زيادة حسناته و رفع درجاته عند مليكه .

و أخيراً نقول أنّ المسلم في كلّ عمله و سائر شأنه إذا كانت نيّته لله فيه ، تقرّب بهذا العمل أو القول إلى الله تعالى .

المقالات المتعلقة بكيف تتقرب الى الله