تعتبرُ محبّة النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- من أسس العقيدة الإسلاميّة وأهمِّ ركائزها، فقد بعث الله سبحانه وتعالى نبيّه محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- برسالة الإسلام الخاتمة ليخرجَ النّاس من ظلمات الضّلال إلى نور الهداية والتّوحيد، وليعلّم المسلمين الكتاب والحكمة ويزكّي أخلاقَهم، وليرتقي بنفوسِهم وبما يحقّق لهم السّعادة والفلاح في الدّنيا والآخرة، ولا شكّ بأنّ مَن تكون هذه المهامّ الجليلة من صميم دعوته ورسالته فلا بدّ أن يقابلَ بمشاعر الحبّ الوافر، والامتنان العظيم من قبل المسلمين والنّاس عموماً.
مظاهر محبّة الرسول -عليه الصلاة والسلام-من مظاهر هذه المحبّة للنّبي -عليه الصّلاة والسّلام- التي تدلّ على اكتمال إيمان الإنسان أنّها تكون أشدَّ وأعظمَ ممّا سواها من أشكال المحبّة بين البشر، فقد عبّر يوماً عمر -رضي الله عنه- عن مشاعر الحبّ التي يحملُها لشخص النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- بقوله: ((والله يا رسول الله إنّك لأحبّ إليّ من النّاس أجمعين إلاّ من نفسي))، فقال له النّبي: ((لا يا عمر، حتّى أكونَ أحبَّ إليك من نفِسك))، فأدرك حينها عمر -رضي الله عنه- أنّه لن يكتملَ إيمانُه إلاّ بعد أن تكون محبّة النّبي في قلبه أشدّ من محبّته لنفسه، فقال للنّبي الكريم: ((فولله إنّك أحبّ إلي من نفسي التي بين جنبيّ))، فقال له النّبي: ((الآنَ يا عمر))، أيّ الآن اكتمل الإيمان، وكذلك من مظاهر محبّة النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- وآثارها أنّ بوجودها وتحقّقها يجد المسلم في قلبه ونفسه حلاوةَ الإيمان، ففي الحديث الشّريف ذكر ثلاثة أمورٍ إذا كانت في قلب المسلم وجد حلاوة الإيمان حقيقة، ومن بينها أن يكونَ الله ورسوله أحبَّ إلى المسلم ممّا سواهما.
دلائل محبّة الرسول -عليه الصلاة والسلام-لا شكّ بأنّ محبّة النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- حتّى تكون محبّة صادقة ينبغي أن تترجمَ بشكل أفعالٍ وسلوكيّات في الحياة، ومنها:
تعصي الإلهَ وأن تظهر حبّه
هذا محالٌ في القياس بديعُلو كان حبُّكَ صادقاً لأطعتَه
إن ّالمحبَّ لمن يحبُّ مطيعُفالمحبّ الصّادق تراه حريصاً على اتّباع مَن يحبّ، فكيف إذا كان هذا الحبيب هو النّبي محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- السّراج المنير الذي أرسله الله لهداية البشر وإخراجهم من ظلمات الشّرك والجهل والضّلال.
المقالات المتعلقة بكيف تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم