ترك المعاصي يرتكب الإنسان في حياته اليوميّة الكثير من الذنوب والمعاصي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهذا أمر لا بد منه لأنّه لا يوجد إنسان معصوم عن الخطأ، ولكن ما يُحبه الله تعالى من الإنسان هو التوبة النصوح، وعدم العودة إلى مثل تلك الذنوب، والاستغفار في كل وقتٍ حتى يغفر الله له.
كيفية ترك المعاصي - المحافظة على أداء الصلاة في وقتها، حيثُ تعتبر من أفضل وأحب الأعمال إلى الله تعالى، وهي أيضاً مفتاح يجلب الخير والبركة للمسلم، ويمحو بها الله سبحانه وتعالى الذنوب والمعاصي. وقد أثبتت الكثير من الدراسات والأبحاث أنّ الصلاة تعالج الكثير من الأمراض النفسية والجسدية المستعصية كالاكتئاب، وألم الظهر والرقبة، وأمراض الشحنات الكهربائية في الدماغ.
الإنسان عندما يُبتلى بكثرة المعاصي فعليه بالصلاة لأنّها خير وسيلة للتخفيف منها وتركها فيما بعد، إلى جانب المحافظة عليها في أدائها على وقتها مهما كانت الظروف والأحوال، فما دام الإنسان يؤدّي الصلاة على وقتها فلا خوف عليه لأنّها تنهاك فعل المنكر والمعاصي.
- غض البصر، وهي من الوسائل الأخرى التي تساعد الشخص في الابتعاد عن الذنوب، فالكثير ممن لا يغض بصره قد وقع في الفاحشة وخسر حياته الدنيا والآخرة، إلى جانب أنّ النظر إلى النساء والإدمان على ذلك يؤدّي إلى ضعف الذاكرة، وخللٍ في نظام المناعة، إضافةً إلى الأمراض النفسيّة، وأمراض القلب والشرايين لأنّ الدماغ يقوم على إفراز هرمون الإجهاد بكميّاتٍ غير طبيعية، وزيادة التفكير بالشهوة والنساء.
- لزوم الاستغفار، وهو سر من أسرار نعم الله سبحانه وتعالى على المسلمين، ففيه درء للمعاصي واستبدالها بالحسنات التي يرضاها الله تعالى، فإذا أراد المسلم أن يُفرّج الله همّه، ويُنجيه من الكربات والمعاصي فعليه أن يلزم الاستغفار، ولا ننس أنّ الله قريبٌ يجيب دعوة المستغفر والداعي:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186].
- عدم الإصرار على المعصية لأنّ هذا الإصرار أكبر من المعصية نفسها، ففي كثير من الأبحاث أكد الخبراء أنّ البرمجة العصبيّة عند الإنسان لها دور كبير في تصرّفاته وسلوكه، فكل ما يُفكر به الشخص قد ينعكس في أفعاله، فعند تفيكره بالسرقة أنّها حرام وذنب يُعاقب عليه فإنه لا يمارسها حتى لو مرّة واحدة، بينما حين يفكر فيها بشكلٍ دائم فإنّه لا يستطيع أن يُسيطر على نفسه وسيقع في هذا الذنب.
- الثقة واليقين أنّ الله سيغفر الذنب، وهي من أهم الأمور النفسيّة التي يجب على المسلم أن يقتنع، وبأنّ الله قادرٌ على كل شيء، وبيده الأمر كله، لو يشاء يُعذب الإنسان ولو يشاء يغفر له.
لهذه القناعة أثرٌ كبير في حياة المسلم لأنّها تجلب له الراحة النفسيّة، وتبعده عن الإصابة بالاكتئاب واليأس، وتُسهّل له طريق ترك المعاصي والتوبة عنها.