إنّ ضعف الشخصيّة سلوك غير محبّب بين الناس، وخاصّة في المجتمعات المتحضّرة كثيرة الاختلاط، وكم يشعر ضعيف الشخصية من نبذ المجتمع له والنظرة الدونية، وكم في مجتمعاتنا ضعيفي الشخصيّة بحيث لا يمكن الاعتماد عليه في اتخاذ القرارات أو رفضها أو حتى استشارة، وأيضاً يعاني ضعيف الشخصية من سوء التصرّف ولا يجيد الدفاع عن نفسه أو مواجهة أيّ أزمة قد تواجهه.
لقد اهتم علماء النفس والعاملين في المجال النفسي التربوي إلى عدّة طرق قد تساعد في التخلّص من ضعف الشخصيّة، بحيث تمكنّ من يشعر بهذا الاضطراب بنوع من التحسّن في الأداء السلوكي، وقد كانت أولى النصائح هي عدم التعصّب، وبالتالي عدم إصدار الآراء والأحكام الخاطئة، وبالتالي فإنّه لابدّ من أن يتحكّم من يعاني من ضعف الشخصية بأهوائه وغرائزه وعواطفه، وأن يعامل الآخرين بكلّ تسامح واحترام.
إنّه لضرورة ملحّة التمتّع بضمير وخاصّة للاعتراف بالخطأ عند الشعور بالذنب، وأيضاً يجب أن تكون الإرادة قوية من أجل هذا الاعتراف، وبالمقابل يجب عدم التملّص والهروب من مواجهة الأخطاء والمشكلات، من الضروري أن يتمّ تحديد الأهداف المرجوة، والسعي لتحقيقها بالرغم من كلّ العقبات التي قد تقف عائقاً في وجه تحقيق الأهداف، وإلاّ ستصل الأفكار بشكل مهزوز للمتلقي مما يؤثر في شخصية المرسل.
إنّ ما يزيد من قوّة الشخصيّة ويعتبر من أهم العوامل التي تؤدي لتقوية الثقة بالنفس هو أن يتعاطف المرء مع الآخرين، ولا شكّ بأن التفاؤل ونبذ التشاؤم هو ما يجلي الرؤية لتصبح صحيحة، للوصول إلى شخصية قوية.
إنّ التعلّم هو غاية الإنسان مهما بلغ من مراتب عليا، لذلك على من يرغب في تقوية شخصيته أن يمتلك روحاً تلهج للتعلم باستمرار، وأيضاً قابلة لكل ما يرد من نصائح وتطبيقها، ولأن القناعة كنز لا يفنى، فهي ضرورية للإنسان، لتكون شخصية من يقتنع بما يملك هي شخصية متوازنة، وتبقى الشجاعة بالنسبة لضعيف الشخصية هي الحاجة الضرورية ليقوي شخصيته، ولكن بدون مجازفة، ولأن إرضاء الناس في كلّ الأمور قد يفسد على المرء أموره الخاصّة، فيجب عدم الإطاعة إذا كانت لا تتوافق مع مصالحنا.
عادة ما يكون ضعيف شخصية إمّا مبذر مسرفاً أو بخيلاً، ولكن خير الأمور دائماً يكون الأوسط، فيجب الاعتدال، وإن كل من الغيرة والحقد تؤثّر في شخصية الإنسان وتزيدها ضعفاً، لذلك لا يجب الحقد ولا حتّى الغير، بل على العكس تماماً فإنّ العطاء بدون انتظار المقابل أمرٌ ينم عن شخصية قوية. محاولة الابتعاد قدر الإمكان عن أي حالة عصبية او انفعالية قد تصيبنا، فالهدوء سمة جديرة بأن نحترم صاحبها.
معروف عن ضعيف الشخصية وفرة خجله، لذلك لا بدّ من التخلّص من هذه الصفة، فالنجاح يحتاج إلى جرأة، نلاحظ دوماً بأنّ ضعيف الشخصية هو إنسان شكاء بكاء، يحتاج الجميع بقربه لمساندته في أمور بسيطة، وهنا يجبّ التفكّر كثيراً قبل الاستشارة لعلّ الحل ينبع من ذاتنا.
في الأسواق العربية والعالمية، العديد من الكتب التي تساعد ضعيف الشخصية ليصبح ذو شخصية واثقة مليئة بالطاقة والحيوية والتصميم والإرادة، فيكون قد حصل انقلاب نوعي في حياته من حالة العدم إلى حالة الوجود، حبذا لو ألقيت الأضواء عليها أكثر.
المقالات المتعلقة بكيف تتخلص من ضعف الشخصية