ما علاج الخوف من الناس

ما علاج الخوف من الناس

ما علاج الخوف من الناس

الخوف من الناس أو القلق الاجتماعي هو اضطراب داخلي عند الشخص تخوّفاً من الوقوع بالخطأ فعند قيام الشخص بالحديث أمام مجموعة من الناس يعود تفكيره إلى داخل وجدانه بأنّه لا يستطيع القيام بهذا العمل وأنّ جميع الحضور يراقبونه فيخشى الوقوعَ بالخطأ وتعرضه للنقد فيبدأ بالتلعثم بالحديث وتبدأ يده بالارتجاف وخفقان في القلب وجفاف بالحلق وأحياناً التعرق وظهور هذه الأعراض استجابة لقناعات مسبقة فترسخه في وجدانه بتخوفه من هذا الموقف.

يبدأ هذا الاضطراب في وقت مبكر عند الطفل وقد يستمر إلى سن المراهقة فيميل إلى الانطواء على نفسه والعزلة عن الناس وقد يتطور الأمر ليشكل اضطراباً نفسياً بكرهه للناس فيصبح ذلك أقرب إلى المرض النفسي.

ترسّخ هذه الظواهر إحساس الشخص بالنقص وأنّه ليس مثل الآخرين وتتزعزع ثقته بنفسه ويفقد الثقة بالآخرين وتنقطع خطوط تواصله مع الناس. إنّ هذا الشعور وترسيخه بعقلية الشخص لا يأتي دفعة واحده في أغلب الأحيان بل يكون قد نشأ معه منذ الطفولة.

العامل الأساسي الذي يؤدّي إلى إصابة الشخص بهذا الإحساس هو التربية غير السليمة إذ إنّ البيئة التي يعيش بها الطفل مراحل حياته الأولى هي المسؤولة عن زرع الثقة بالنفس ويظهر هذا الأسلوب في التربية في المجتمعات المحافظة التي يمارس الأب أو الأم فيه سلطة قاسيةً، فدائماً يوجه اللوم للطفل وأنه على خطأ ويقارن بغيره كأن يقولوا له: ماذا سيقول عنك الناس ؟ انظر إلى فلان ؟ خاصّة إذا كانت المقارنة مع الجيران أو الأقارب.

كذلك إن عدم إفساح المجال أمام الطفل للتعبير عن نفسه ومنعه من ممارسة أعمال تخوفاً من الخطأ وهذا يحد من قدرة الطفل في المستقبل من تجربة أي شيء خوفاً من الخطأ أو الوقوع بالخطأ فيكون ذلك عكس المقولة التي تقول بأنّ من لا يخطئ لا يتعلم فيحرم الطفل من التجربة لتتوفر لديه قدرة المحاولة.

العلاج

إنّ الأصل هو التعامل مع الطفل على أنّه كيان ينمو ويتطوّر فيجب إفساح المجال له باللّعب مع الآخرين ليخطئ ويصيب مع ملاحظة تعاونه مع أقرانه، يأخذ ويعطي وتشجيعه على المعاملة بالمثل والتسامح والمطالبة بحقه لإبعاده عن الأنانية.

العلاج يكون بالتعديل السلوكي عند هذا الشخص وإبراز أشياء لديه يتميز بها عن الآخرين والتركيز على الإيجابيات الموجودة لديه وتعزيزها وحثه على تطوير مهاراته العلمية والعملية بالمطالعة وسماع البرامج التلفزيونية الاجتماعية واصطحابه إلى حيث يتواجد الناس كمناسبات الأعراس مثلاً أو الاجتماعات ولو كان صامتاً فهو بذلك يستمع ويخزن، والسماح له باصطحاب أصدقاء له إلى البيت وإكرامهم، كل ذلك يخلق عنده نقاط يفتخر بها ويبدأ ببناء ثقته بنفسه وثقته بالناس وإن التعامل معهم به فائدة ومنفعة وتكوين قناعة لديه بأنه ليس أقل من غيره وبذلك يستطيع أن يصبح ديناميكي يتعامل حسب الحالة، وإن المجتمع ليس صالحاً بالمطلق ولا سيئاً بالمطلق.

 

المقالات المتعلقة بما علاج الخوف من الناس