الإنسان بدوره يحب الاستكشاف والمغامرة ، فلطالما استهوته المساحة المستوية بكل أشكالها ، فعرف أول ما عرف النقطة ، وهي شكل ليس له أبعاد البتة ، فلا طول له ولا عرض ، ثم تطور به الحال ، فعرف الخط المستقيم ، ثم عرف الشعاع ، فالقطعة المستقيمة ، وهذه تسمى أشكال أحادية البعد ، أي أنها تتكون من طول فقط ، ثم ارتقى العقل البشري ، وأراد أن يحيط الأراضي ، فاستخدم الهندسة المستوية ، وهي ما تصنف تحت الاشكال ثنائية الابعاد ، فعرف منها المثلث بأشكاله على انه أبسط شكل ثنائي الابعاد من حيث عدد اضلاعه وشكلها ، إذ يتكون من ثلاث اضلاع مستقيمة مكونة شكلا مستويا مغلقا ، ثم عرف الشكل الرباعي بأشكاله وألوانه ، وهو ما يتكون من اربعة اضلاع ، ثم عرف الخماسي والسداسي والسباعي والثماني والتساعي والعشاري ، وهلم جرا .
لكنه في الجانب الآخر بعد النقطة تعرف على الخط المنحني والمنحنى المغلق والقوس ، وهذه الأشكال مع أنها غير مغلقة إلا أنها ثنائية الأبعاد ، يأتي بعدها الدائرة والقطاع الدائري والقطعة الدائرية والشكل البيضاوي والشكل الإهليجي والقطع الناقص والقطع المكافئ وغيرها .
وها نحن الآن نسلط الضوء على الدائرة ، ويمكننا تعريفها بانها جميع النقاط التي تبعد عن نقطة ما نفس المسافة بشرط أن تكون جميعها في مستوى واحد .
هذا ، وتتميز الدائرة بالخواص التالية :
أما الطريقة العملية لإيجاد محيط ومساحة دائرة على أرض الواقع ، بشرط معرفة مركزها فيتم كما يلي :
لاحظ أخي القارئ أن الفرق بين الدائرة والشكل الإهليجي ان الشكل الإهليجي مكون من مركزين وبينهما مسافة معينة ، بينما الفرق بين الدائرة والقطع الناقص أن القطع الناقص أشبه باتحاد قوسين متماثلين ومتعاكسين في الاتجاه ، بحيث لا يكون مجموع زاويتيهما 360 درجة ، وبذلك يمكننا اعتبار الدائرة حالة خاصة من الشكل الإهليجي ، وذلك إذا اعتبرناها شكلا إهليجيا والمسافة بين مركزيه صفر ، وهي _ أي الدائرة _ حالة خاصة أيضا من القطع الناقص ، إذ تكون فيها قياس كل زاوية من زاويتي القوسين المركزيتين 180 درجة ، فيصبح مجمعهما 360 درجة .
بهذا يمكننا إيجاد محيط و مساحة أي دائرة على أرض الواقع ، وبطريقة عملية وعلمية مبسطة وسهلة للغاية .
المقالات المتعلقة بكيف احسب محيط الدائرة