إنّ أساس حياتنا هي الإستقامة على ديننا الإسلامي الحنيف، والتعامل بتعاليمه السمحة الطيبة، والاحتكام لأوامره، كي تطيب الحياة، وتستمر السعادة، ويهنئ البال، ذلك أن القرب من الله عز وجل هو أساس كل سعادة وكل حياة طيبة هانئة، ومع الله نجد مخرجاً لكل المصاعب التي تعترضنا، والبعد عن الله السبب في كافة مشاكلنا وأحزاننا، ولعل أكثر الهموم التي تعترضنا الآن هي حال أمتنا من الضعف والهوان الذي أصابها ولا حل للخروج من كل هذا إلا بالقرب من الله.
ولعل أهم بذور التربية الحسنة في تنشئة الأجيال هي الصلاة، الصلاة التي إن صلحت صلحت كافة شؤون حياتنا، لأجل ذلك يحرص الآباء والأمهات كل الحرص على أن يكون أبناءهم ملتزمين بالصلاة والمداومة عليها وقضاءها في وقتها حيث جعلها الله الركن الثاني من أركان الإسلام وليكونوا مطمئنين على أبناءهم حين أن الصلاة تجعل العبد في معية الخالق، يحميه ويكون معه في كل شؤون حياته.
والعبادة بشكل عام، والصلاة بشكل خاص لا يجب أن تكون بالإكراه والإجبار، فالأطفال دائماً لا يطبقوا ما يجبروا عليه، بل يبحثوا دائماً على فعل الأشياء التي يرغبون بها ويحبونها، وهذا يتطلب أن يستخدم الآباء سبلاً وطرقاً متنوعة يحبها أبناءهم لأجل تحبيبهم بالصلاة وإقناعهم بها، ولعل أول هذه الطرق هو القدوة الحسنة لهم، بحيث يكون الأب قدوة حسنة لابنه وتكون الأم قدوة حسنة لابنتها، ذلك أن الأطفال يطبقون ما يرون عليه أباءهم، فمن الجميل أن يبدأ الأطفال من الصغر بالتعود على الصلاة حتى لو لم يكونوا يفهمونها كعبادة، حتى إذا وصلوا لمرحلة الوعي علمهم أباءهم كيفية الصلاة وسننها وواجباتها، فيجد الأبناء متعة في تطبيقها ذلك لأنه نفوسهم جبلت عليها وباتت شيئاً يحبونه ويرغبونه، وعلى الآباء أيضاً أن يصطحبوا أبناءهم معهم للمسجد في كل صلاة، ليمتلئ قلبه بحب هذا المكان ويتعود على هواءه وجوه، حتى إذا ما شب وكبر قليلاً يستطيع الذهاب للمسجد وحده، وعلى الآباء أيضاً أن يغفلوا الجزاء والثواب للأبناء حين أداءهم لهذه العبادات بمكافأتهم مثلاً بأنهم صلوا الفجر أو داوموا على الصلاة بدون انقطاع، وأن تكون المكافأة هدية أو رحلة أو إشباع رغبة يحبونها.
ويفضل أيضاً أن يصلي الأب بأسرته كاملة في البيت، بعض الصلوات، بحيث يؤم زوجته وأبناءه الصغار ليتعودوا على ذلك ويعرفوا أن الصلاة أساس من أسس الأسرة والحياة، والأجمل أيضاً أنه وبعد الانتهاء من الصلاة يجلسوا ويتحدثوا في قضية معينة يعلمهم والدهم لماذا فرض الله الصلاة ويبين العطاء والثواب الذي خصصه الله للمتمسك بصلاته ودينه، وأن يبتعد الآباء عن أساليب الترهيب والعقاب كي لا ينفروا أبناءهم من الصلاة، ولعل أحدهم يقول أن العقاب يكون وسيلة حين لا تستطيع وسائل الترغيب أن تفي بالغرض، فأقول أن الآباء لو استطاعوا تحبيب وترغيب أبناءهم منذ الصغر بالصلاة فلن يحتاجوا بعد ذلك للعقاب أبداً
صناعة القدوة الحسنة والترغيب بالصلاة أساس مداومة الأبناء عليها حتى حين يكبروا ستبقى هذه العبادة التي أحبوها منذ الصغر راسخة في وجدانهم لا يتركوها أبداً.
المقالات المتعلقة بكيف اجعل اولادي يصلون