عدد ركعات الفريضة اثنتان يُصلَّى قبلها ركعتا سنّة مؤكّدة.[١] ويأثم من زاد عليها وتبطل صلاته ويجب أن يعيد الصّلاة، وإن نسي وزاد فإنّه يسجد للسّهو.[٢] ولا يجوز أن تكون بعد الفريضة إلّا إذا خشي ألّا يتّسع الوقت لكليهما فيُقدّم الفرض على السّنّة،[٣]وهو مخيَّرٌ بين أن يصلّيها بعد الفريضة أو تأجيلها والأفضل تأجيلها ويصلّيها بعد ارتفاع الشّمس.[٤] أمّا إن طلعت الشّمس ولم تُصلّى الفريضة ولا السّنّة ففي تقديم إحداهما على الأخرى خلاف والرّاجح تقديم السّنّة على الفرض.[٥]
ركعَتا الفجرتسمّى سنّة الصّبح أو سنّة الفجر القبليّة، ويُفضّل أن تُصلّى في المنزل قبل الخروج للمسجد.[٦] فهي من أكثر السّنن تأكيدًا لشدّة محافظة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم عليها وتعاهده إيّاها، حتّى جعلها خيراً من الدّنيا وما فيها. وكان يتخفّف بهما ولا يُطيل الصّلاة فيقرأ في الرّكعة الأولى سورة الكافرون وفي الرّكعة الثّانية سورة الإخلاص. وقد وردت أحاديث كثيرة تشير إلى أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يضّطجع بعد أداء ركعتي الفجر قبل أن يُصلّي الفريضة، بالاعتماد على بعض هذه الأحاديث قال الشّافعيّة والحنابلة وبعض السّلف إنّ الاضطجاع بعد سنّة الفجر سنّة كحديث السّيّدة عائشة: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا صلَّى ركعتَي الفجرِ اضطجَعَ على شِقِّه الأيمنِ )[٧]، بينما ذهب الحنفيّة والمالكيّة وجمهور العلماء إلى أنّ الاضطجاع ليس بسنّة معتمدين على حديث آخر للسّيّدة عائشة قالت فيه: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا صلَّى ركعتَي الفجرِ، فإنْ كنتُ مستيقظةً حدَّثَني وإلَّا اضطجعَ).[٨] واستدلّوا من هذا الحديث على أنّه صلّى الله عليه وسلّم ما كان يفعل ذلك إلّا بعض الأحيان من باب الاستراحة تعبّدًا أو تقرّبًا. [٩]
فضل صلاة الفجريقول تعالى: (وَقُرْآنَ الفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً)[١٠] قال ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه: " وقرآن الفجر": صلاة الصّبح، و" مشهودا ": تشهده الملائكة حَفَظَةِ الليل وحَفَظَة النّهار. وقال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: أنّها أفضل الصّلوات. وقد ورد فيها أحاديث كثيرة تدلّ على عظيم فضلها وأجرها. فعجبًا لمن يُقصّر في أدائها ويتهاون بها وقد جُعلت فيصلًا بين الكفر والنّفاق.[١١]
المراجعالمقالات المتعلقة بعدد الركعات في صلاة الفجر