كيف أكون ذكياً مع الناس

الذكاء الاجتماعي هو أن يَعرف الشّخص كيفيّة التعامل مع الآخرين بالطّريقة المناسبة؛ فأطباع البشر مُختلفة ولا يُمكن التعامل مع الجميع بالطريقة نفسها لأنَّ ذلك سيؤدي إلى الفشل في النهاية. قد يمتلك بعض الأشخاص قدراتٍ ممتازةٍ في الحياة الأكاديمية والعلمية إلّا أنهم لا يمتلكون الذكاء الاجتماعي ممّا يؤدّي إلى فشلهم في تكوين العلاقات الجيدة مع المحيطين.

وهب الله تعالى الإنسان القدرة على التعلّم، ويُعد فن التعامل مع الناس بذكاءٍ من الفنون المُكتسبة التي يمكن لأي شخصٍ تعلّمها، ولكن يختلف مدى التعلّم حسب مستوى الشخص وطبيعته، بالإضافة إلى الفطرة فيها، ومن النصائح المُقدّمة للتّعامل مع الناس بذكاء:

• راعِ مستويات الناس وقدراتهم وطبائعهم ونفسياتهم، واتّبع الأسلوب الذي يناسب كل شخصٍ؛ فبعض التصرفات تناسب شخصاً ولكنها تؤذي شخصاً آخر وهكذا، ومن أكبر الأدلة على الاهتمام بنفسيات الناس أنّه عندما فتح النبي محمد صلى الله عليه وسلّم مكة المكرمة جعل منادياً ينادي بالناس بأنّ من دخل بيته فهو آمن، ومن دخل البيت الحرام فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، وقد اختار أبا سفيان لعلمه بنفسيته التي تحّب التميّز نظراً إلى أنّه من كبار القوم في مكة المكرمة، وعندما أعطاه صلى الله عليه وسلم هذه الأهمية وميّزه عن بقية المشركين حبّب إليه الإسلام فأسلم.
• قلّل من الحديث والكلام غير المفيد؛ ففي معظم الحالات يملّ الناس من الحديث الفارغ الذي لا ينم عن شخصيةٍ واعية ومثقفة.
• استمع جيداً لمن يتحدث إليك ولا تحاول التقليل من شأنه أو مقاطعته وذلك لإشعاره بأهميته.
• اقرأ كثيراً وزد معلوماتك الثقافية فذلك يجعلك أكثر حكمةً وقدرةً على التعامل مع المُحيطين.
• تحدّث مع الناس بما يرغبون فذلك يقرّبك منهم، فكما يقول ديل كارنيجي عندما تصطاد السمك اختر الطعم المناسب للسمك الذي تنوي اصطياده.
• ابتعد عن لوم الناس أو تقديم النصيحة لهم في العلن؛ فالجميع يكرهون الانتقاد في العلن لذلك حاول دائماً اختيار الوقت المناسب والذي تحفظ فيه ماء وجه الشخص المقابل، كما يجب أنْ تقلّل من إلقاء اللوم والانتقاد لأنّ ما يؤمن به الآخرون قد لا تقتنع به لذلك احترم رغبات الجميع.
• استقبل الناس بوجهٍ حسنٍ وابتسامةٍ صافيةٍ تدل على نقاوة قلبك وحبك للخير للجميع، فالابتسامة هي مفتاح قلوب الآخرين.
• تعامل مع الناس بأخلاقٍ حميدةٍ مثل الصدق والوفاء، وابتعد عن صداقة المصلحة والمنفعة فهي في النهاية تنتهي وتُظهِر طبعك فيكره الناس التعامل معك وبذلك تخسرهم.