أثقل صلاتين على المُنافقين الفجر والعشاء ، وبهما يتميز المؤمن قويّ الإيمان عن المنافق ،وخصوصاً صلاة الفجر ، فإنّها شاقّةٌ على النفس الضعيفة وسهلةٌ مُيّسّرةٌ على من يسّرها الله عليه ، وصلاة الفجر لها سنّة قبليّة وهي ركعتين يركعهما المسلم قبل الفريضة وتُعَدُّ من أفضل السنن ، فمن صلاّها فهي خيرٌ لهُ من الدنيا وما فيها ، وصلاة الفريضة أيضاً هي ركعتين تؤدّى جماعةً قبل طلوع الشمس في مساجد المُسلمين ، وفضلها عظيم وأجرها كبير،وكثير من الناس يتهاون في ىدائها حاضرةً في وقتها الشرعيّ المُخصّص لها ، وكذلك لا يؤدّونها في المساجد ، مع أنهم يؤدّون سائر الصلوات جماعةً مع المُسلمين ، وحتّى نُحافظ على هذهِ الصلاة الجليلة علينا أن نستيقظ لها ونؤدّيها في وقتها وحيثُ ينادى بها ، وسنتناول في مقالنا هذا كيف نستطيع القيام لصلاة الفجر ، ونُركّز على الأمور التي تجعلنا نحافظ عليها وعلى آدائها.
كيف نستيطيع الإستيقاظ لصلاة الفجر تدريب النفس على الاستيقاظ مُبكّراً في هذا الوقت ، فبالتدريب وبالاصرار على القيام يكون أداء هذهِ الصلاة على وقتها ، لأنّ الإرادة هيَ المُحرّك الأساسيّ للأعمال ، فلا نتائج دون إرادة أو ترويض للنفس وتدريب. ضبط المنبّه على وقت آذان الفجر ، وليس قبلهُ بوقت كبير حتّى لا يعود أحدنا إلى النوم مجدّداً لأنّ وقتاً طويلا ما زال أمامهُ قبل صلاة الفجر. استحضار فضائل صلاة الفجر ، لأنّ من يعلم ما فيها من الاجر لأتاها ولو حبواً ، ولإنّ من صلّى الفجرَ مع جماعة المسلمين كان في ذمّة الله ، ومن كان في ذمّة الله فلا خوف عليه ولا حزن. ترك المعاصي والذنوب ، والإقلاع عنها بالكُليّة ، لأنّ الذنب يثذنبه في النهار والليل يكون وِزراً عليه وحسرة ويحرمهُ من الخير فلا تجدهُ يُقبل على طاعة الله ، فلو اعتاد قلبهُ على فعل الطاعات بعد أن تحقّق في قلبه الإيمان ، لكان من المُحافظين على صلاة الفجر على وقتها. وحتّى يستطيع الواحد منّا أن يستيقظ لصلاة الفجر عليهِ أن ينامَ في وقت مُبكّر ، فلا يُعقل أن ينام قبل الفجر بساعة وأن يستيظ لها. القيام مباشرةً حين سماع صوت الأذان أو صوت المنبّه الذي ضبطته لصلاة الفجر ، فلو أنّك استيقظت من نومك عند سماع الأذان أو المنبّه وراودتك نفسك أن تنعم بدفء الفراش قليلاً ريثما يقترب موعد الإقامة فاعلم عندها أن ذلك من خطوات الشيطان ليجعلك تعود إلى النوم مجدّداً وتفوتك هذهِ الصلاة العظيمة.