العقل الباطن عند الإنسان هوالجزء من الدماغ الذي تخزن به كافة التجارب والأحاسيس والانفعالات والأفكار؛ فهو مخزن الذاكرة، فكل شخصٍ مسؤولٌ عن نوع الأفكار التي تتخزن بعقله الباطن، وقد شبّه بعض المختصين العقل الباطن بالحديقة التي تنمو بها البذور التي نزرعها فيها، كما إن معرفتنا بتفاعل عقلنا الباطن مع عقلنا الواعي يجعلنا قادرين على تحويل حياتنا إلى الأفضل، فعندما نغير أفكارنا إلى الأفصل ينعكس عنها سلوكٌ أفضل.
قد يتبادر إلى الذهن بأن الإنسان يملك عقلين، وهذا غير صحيح؛ فالإنسان يملك عقلاً واحداً، ولكن لكل جزءٍ به وظائف مختلفة؛ ففي العقل حيّز للذاكرة، وهذه هي التي تمثل العقل الباطن، والأمثلة على ذلك كثيرة؛منها عند وقوف شخص أمام جمع كبير من الناس ومطلوب منه التحدث بموضوع محدد، فقبل أن يبدأ بالحديث، فإنه يدخل بحوار ما بين عقله الباطن وعقله الواعي عن قدرته على الحديث أمام هذا الجمع من الناس، فإذا كان هذا الشخص قد خزّن بعقله الباطن بأن لغته غير سليمة، وأن الحضور سيسخرون منه، يتردد كثيراً قبل القيام بهذه المَهمة.
وقد يتلعثمُ في بداية حديثه أو يتصبب عرقاً أو ترتجف يده، إلا أنه إذا اقتحم خوفه وأسكت عقله الباطن، فسوف يقوم بعمله بشكلٍ جيدٍ، كما أن كثيراً من الناس يقررون أن ينهضوا من النوم الساعة الخامسة صباحاً مثلاً، وفعلاً يستيقظون بهذا الوقت دون الحاجة إلى منبهٍ، بمعنى أن عقلهم الباطن خزّن هذه المعلومة، وفي الوقت المحدد أوْعَزَ العقل الباطن إلى العقل الواعي بالاستيقاظ.
يقول علماء النفس؛ إن الأفكار في انتقالها إلى العقل الباطن فإنها تقومُ على إحداثِ انطباعات بخلايا المخ، وعند قَبولها، فإنه يضعها موضع التنفيذ بشكلٍ مباشرٍ.
المقالات المتعلقة بكيف أستخدم عقلي الباطن