العقل الباطن يمكن تعريف العقل الباطن بدايةً على أنه مركز للانفعالات والعواطف وهو مخزن الذاكرة؛ بمعنى أن كل ما يمرّ من أحداث أمام عينيك أو تسمع به أو تقرأه سيظل مخزّناً في عقلك الباطن، ولا يقف الأمر على ذلك، بل إن ما تخزّنه وما تعتقد به وتؤمن به كقناعات في حياتك هو ما سيتجلّى في تصرفاتك، ويعود ذلك إلى عدة ميزات يمتاز بها العقل الباطن، وتكمن قوة العقل الباطن في هذه الميّزات والتي نحن بصدد ذكرها في هذا المقال.
ميّزات العقل الباطن - لا يستطيع التمييز بين الحقيقة والخيال، بمعنى أنه إذا خطرت على بالك فكرة ما وأصبحت ترددها وتكررها سواء أكان ذلك قولاً أم خيالاً فإن عقلك الباطن سيتبرمج عليها، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور ما تقتنع به على أرض الواقع، وسنعطي مثالاً لتوضيح ذلك، إذا ما ظللت تكرر على مسمعك بأنك إنسان فاشل فإن عقلك الباطن إذا تبرمج على ذلك فإنه سيجعل قواك العقلية وطريقة تصرفك تتلائم مع الفكرة المقتنع بها في اللاوعي، فسيجعل تفكيرك محدوداً بشكل تكون فيه نتيجة عملك تثبت قناعتك وهي " الفشل".
- لا يميز العقل الباطن بين الماضي والحاضر والمستقبل، فيأخذ كلّ شيء على أنه موجود هنا والآن، لذلك فإن كل من أراد المضيّ قدماً في حياته عليه ألا يضع أمامه ما مرّ فيه من تجارب وخبرات سلبية ومؤلمة، لأن استمراره على تذكر ما مرّ معه من سلبيات يعني انحصار تركيزه بالسلبيات؛ وعلمياً تم إثبات أن الأفكار لها طاقة، حيث إن كل فكرة تشحنك بمشاعر إيجابية أو سلبية، والمشاعر لها طاقة؛ أي أنها تتكون من ذبذبات وترددات، فإذا كانت مشاعر إيجابية وسعيدة؛ فإن ذبذباتها عالية في حين أن المشاعر السلبية ذبذباتها منخفضة، وكلّ ما في الكون هو عبارة عن ترددات والأحداث الحاصلة كذلك لها طاقة، ووُجد أن الترددات الشبيهة تجذب بعضها بعضاً، ولعلّك الآن قد وصلت إلى السبب الذي يعود وراء توالي حدوث الأحداث السلبية لشخص ما، لا سيما إذا ظلّ تركيزه منكبّاً على الأفكار السلبية.
- لا يميز العقل الباطن بين النفي والإيجاب، فإذا ظللت على سبيل المثال تردد فكرة " لا أريد أن أفشل " فإن الفشل هو حتماً مصيرك، وذلك لأن العقل الباطن يركز على جوهر الكلمات التي تقولها، فطالما أنك تركز في حديثك على الفشل فإن ذلك ما يعتقده عقلك الباطن بأنك تريده، فهو لا يستطيع التمييز بين ما هو في مصلحتك وما هو ضدها، والنتيجة تكون أنك ستتصرف بشكل يؤدي إلى فشلك بناءً على الأوامر المخزنة من قبلك في العقل اللاواعي.