علاقة الأبناء بالآباء يطمح الأبناء باستمرار إلى أن يبنوا علاقةً حميمة مع أبنائهم تكون فيها الألفة والمحبة بعيدًا عن المشاكل والمنغّضات، والحقيقة أنّ العلاقة بين الآباء والأبناء لا تؤسّس فطريّاً أي بمجرد انتساب الابن لأبيه، وإنّما تؤسّس بحسن تربية الأبناء وحسن التّعامل معهم، ويشتكي عددٌ من الآباء من نفور أو جفاء في العلاقة مع أبنائهم ويتساءلون عن الوسلية التي تمكّنهم من كسب قلوبهم، ولا شكّ بأنّ هناك عدّة طرق تعين على ذلك.
طرق جعل الأبناء قريبين من الآباء - أن يحترم الآباء عقول أبنائهم، فكثيرًا ما يمتعض الأبناء من مسألة استخفاف آبائهم بعقولهم والنّظرة الدّونيّة التي ينظرون بها إليهم، فالأب كثيرًا ما يستعلي على أبنائه بزعم امتلاكه للخبرة الطّويلة والبصيرة النّافذة والتّجارب الكثيرة، وهذا الأمر قد لا يكون صحيحًا دائمًا، فالأصل أن يحرص الآباء على أن يستمعوا إلى أبنائهم ويستمعوا إلى آرائهم في شتى أمور الحياة وأن لا يستخفوا بها بل ينزلونها منزل احترام وتقدير حتّى يكتسب الابن ثقة بنفسه فيحبّ أبيه الذي منحه هذه الثّقة.
- الجلوس مع الأبناء؛ فالأب الذي يسعى لأن يكسب محبّة أبنائه عليه أن يحرص على الجلوس معهم، وأن يخصّص لهم وقتًا معيّناً من أوقات يومه، فالجلوس مع الأبناء يساعد على تنشئتهم تنشئة سليمة، كما يساعد على تمتّعهم بصحّة نفسيّة كاملة حين يشعرون بوجود آبائهم إلى جانبهم دائمًا .
- اللعب مع الأبناء وتمضية أوقات التّسلية والمرح معهم؛ فحين يقوم الآباء باللّعب مع أبنائهم ومشاركتهم أوقات الفراغ فإنّ ذلك يجعلهم يحبّون آباءهم ويستمتعون بقربهم .
- أن يحرص الآباء على اصطحاب أبنائهم في رحلات خارج البيت؛ فالرّحلات الخارجية والتّنزّه خارج البيت يكسب الآباء محبّة في قلوب أبنائهم لمّا يروا حرص آبائهم على إسعادهم وإدخال الفرحة إلى قلوبهم .
- تلبية رغبات الأبناء وقضاء حاجاتهم ضمن المستطاع والمتاح؛ فالابن في الأسرة له حاجاته ومتطلّباته، وعلى الأب أن يحرص على تلبيتها قدر استطاعته حتّى يزرع الفرحة في قلوب أبنائهم ويسعدهم .
- الدّفاع عن الأبناء اتجاه ما يتعرّضون له من أذى؛ فالابن ينظر إلى أبويه دائمًا على أنّهما خندق الدّفاع عنه اتجاه ما يتعرّض له في الحياة من عدوان أو ظلم أو أذى، وإنّ هذا الأمر يزيد محبّة الوالدين في قلوب أبنائهم .
- أن يجد الأبناء مشاعر الحنان والعطف والرّحمة من آبائهم، فأكثر ما يسعد الأبناء أن يجدوا آبائهم يربتون على رؤوسهم ويعانقونهم، ويعطونهم الحنان والعطف الذي يحتاجونه في كلّ مرحلةٍ من مراحل الحياة .