تتّسم حياة كثيرٍ من المتزوّجين بالفوضى والعشوائيّة، وترى الزّوجة تشتكي من إهمال زوجها لها وتقصيره في القيام بمسؤوليّاته وواجباته اتجاه بيته وأسرته، والحقيقة أنّ سبب كثيرٍ من المشاكل التي تحدث في الحياة الزّوجيّة مردّها عدم إدراك كثيرٍ من الرّجال اختلاف مرحلة الحياة الزّوجيّة بما فيها من مسؤوليّات وواجبات ومتطلبات عن حياة العزوبيّة؛ حيث لا يكون الإنسان فيها مسؤولًا عن أحد إلّا نفسه، وبالتّالي على من يريد أن تستمرّ حياته الزّوجيّة دون منغّصات أو مشاكل أن يسعى لتنظيمها؛ بحيث يعطي كلّ طرفٍ فيها حقّه، فللزّوجة حقّها وللأولاد حقّهم ولنفس الإنسان حقّ عليه كذلك. هناك عدد من النّصائح نقدّمها لمن يرغب في تنظيم حياته الزّوجيّة.
نصائح لتنظيم الحياة الزوجيّة - أن لا يخلط الإنسان بين عمله وبيته، فكثيرًا ما نشاهد نماذج في الحياة لرجال تؤثّر أعمالهم على حياتهم الزّوجيّة، فقد يبقى في عمله لأوقاتٍ طويلة ويعود متأخراً إلى بيته ممّا يزعج زوجته، والأصل أن يقوم الإنسان بترتيب أوقاته وتنظيم حياته بحيث يخصّص للعمل وقتًا لا يتجاوزه إلا للضّرورة القصوى، مع الحرص كذلك على عدم نقل الآثار النّفسيّة للعمل إلى الحياة الزّوجيّة، فلا يجوز للرّجل إذا غضب من موظف يعمل معه أن يرجع إلى بيته ويفرغ طاقة الغضب تلك في زوجته وأولاده .
- تخصيص وقت للتّرفيه عن النّفس؛ فالحياة الزّوجيّة كغيرها من العلاقات الإنسانيّة يتخلّلها الملل أحيانًا ويشوبها الرّوتين القاتل، وبالتّالي على الزّوج أن يحرص على التّرفيه عن زوجته وأولاده باللّعب معهم وإتاحة الفرصة لهم لعرض مهاراتهم، وقد كان النّبي عليه الصّلاة والسّلام يتسابق مع السّيدة عائشة رضي الله عنها فيسبقها مرّة وتسبقه أخرى، وكلّ هذه الأمور تضفي على الحياة الزّوجيّة ألقًا وبهجة ومتعة .
- تخصيص وقت للاستماع للزّوجة؛ فكثيرٌ من الزّوجات يشتكين من عدم استماع زوجها إليها وربما سبّب لها هذا الأمر كثيراً من المشاكل النّفسيّة، فعلى الزّوج أن يحرص على الاستماع إلى زوجته وحثّها على بثّ همومها وما يؤرّقها في الحياة الزّوجيّة .
- مساعدة الزّوجة في أمور تدبير البيت؛ فقد كثرت المسؤوليّات والواجبات على بعض الزّوجات في حياتنا المعاصرة وخاصّة العاملات منهنّ، فعلى الزّوج أن يحرص على تخصيص وقتٍ يساعد فيه زوجته في أمور البيت وهذا الأمر لا ينتقص من رجولته بل يزيدها ويؤكّدها، والدّليل على ذلك فعل النّبي عليه الصّلاة والسّلام؛ حيث سئلت السّيدة عائشة عن حياته الزّوجيّة فقالت بما بمعناه كان يكون في مهنة أهله حتى إذا حضرت الصلاة خرج إليها .