رغم أن الحصول على قسط كاف من النوم ليلًا هو أفضل ما يمكن أن تقدمه لجسمك، إلا أن الإنسان قد يحتاج أحيانًا إلى أن يكمل ما عليه من أعمال فيضطر للبقاء مستيقظًا طوال الليل، أو قد يملك بعض الناس وظائف تتطلب منهم البقاء مستيقظين طوال الليل، وطبيعة الإنسان قد تعيق هذا السهر فيبدأ الجسم بالتعب والحاجة إلى الراحة فيغلب عليه النعاس، فماذا يمكن أن تفعل للبقاء مستيقظاً؟ وهل يمكن أن تعيد نمط نومك كما كان سابقًا بعد الانتهاء من فترات السهر؟
كيف أبقى مستيقظًا النوم نهارًاإذا كنت ترغب في مقاومة النوم ليلاً فمن المهم جدًا أن تأخذ قسطًا كافيًا من النوم أثناء ساعات النهار، أما إذا كنت تريد السهر لساعات أكثر فقط فيفضل أن تأخذ قيلولة في النهار، إن هذا القسط من الراحة أثناء النهار سيمد جسمك بالراحة التي سيحرم منها ليلاً وبرغم أن لا شيء يمكن أن يعوض فائدة ساعات النوم ليلاً، إلا أن القيلولة تخفف من حدة أضرار السهر على جسم الإنسان وهي أفضل من عدم الحصول على أي شيء من النوم. ويمكنك بدلًا من الحصول على القيلولة أن تنام لساعات أكثر في الليالي التي يمكنك النوم فيها لتتمكن من السهر في الليالي الأخرى التي يتوجب عليك أن تسهر فيها. وتذكر أنه إن لم تكن بحاجة حقًا إلى السهر لوقت متأخر جدًا فإنه من المستحسن أن تنعم بالنوم الذي سيحافظ على صحتك، وإن كان بإمكانك تجنب السهر عن طريق إنجاز أعمالك في ساعات النهار فيفضل أن تفعل ذلك عن طريق تنظيم وقتك في الصباح بدلًا من تأجيل العمل حتى ساعات متأخرة من الليل.
الكافيينيعتبر الكافيين من أهم ما يمكن أن يساعدك على البقاء مستيقظًا ومقاومة النوم ليلاً، ولكن يجب عليك أن تعرف الكيفية والأوقات المثلى للحصول على الكافيين، بداية يتواجد الكافيين بصورة كبيرة في القهوة والشاي، وبرغم ذلك فإن تناول كوب كبير من القهوة أو الشاي في بداية الليل قد يبقيك مستيقظًا لعدة ساعات ولكنه لن يساعدك على البقاء مستيقظًا طوال الليل، إذا كنت ترغب في مقاومة النعاس لأطول فترة ممكنة فمن الأفضل أن تقوم بتقسيم هذه الكمية الكبيرة وأن تحصل على كميات صغيرة من القهوة أو الشاي على مدار الليل، أي كل ساعتين مثلاً أو بحسب احتياج جسمك، بهذه الطريقة فأنت تعطي جسمك جرعات من الكافيين كلما بدأ بالشعور بالنعاس وهو أفضل بكثير من نتناول كل هذه الجرعة من الكافيين مرة واحدة ثم الشعور بالنعاس بعد مضي عدة ساعات.
قيلولة الليلإذا كان عليك البقاء مستيقظاً لفترات طويلة ليلًا فإنه يفضل أن تقوم بأخذ قيلولة صغيرة أثناء ساعات الليل، ويفضل أن تكون مدة القيلولة نصف ساعة فقط، ولكن تكمن المشكلة في أن بعض الناس قد لا يستطيعون النهوض بعد هذه القيلولة وقد يشعرون بالكسل والرغبة في إكمال النوم، وهنا يمكن لهؤلاء الأشخاص القيام بهذه الخطوة الذكية والسهلة والتي ستعينهم على الاستيقاظ بنشاط بعد هذه القيلولة، وتكمن هذه الفكرة في أن يقوم هؤلاء الأشخاص بالحصول على كوب صغير من القهوة أي ما يعادل 75 ميليغرام من الكافيين مباشرة قبل وقت القيلولة، فالحصول على هذه النسبة من الكافيين قبل النوم مباشرة ستساعدهم على الاستيقاظ بنشاط لإكمال السهر.
الإضاءةتلعب الإضاءة دورًا هامًا في مقاومة النوم أو الاستسلام له، فالبقاء في غرفة ذات إضاءات منخفضة يمكن أن يجعلك تستلم للنوم، أما البقاء في غرفة ذات إضاءات جيدة وقوية تساعدك على البقاء مستيقظًا ومقاومة النوم، فالإضاءة تؤثر على ساعة الإنسان البيولوجية وتؤثر على رغبته في النوم أو الاستيقاظ، فالساعة البيولوجية الداخلية للإنسان عادة ما تكون مرتبطة بالعينين، فإن كانت العينان تتعرضان لما يكفي من الإضاءة فيمكن أن يؤثر ذلك على الساعة البيولوجية الداخلية وبذلك يشعر الإنسان أنه لم يحن وقت النوم بعد، لذلك احرص على البقاء في غرفة ذات إضاءة عالية، فلا يكفي أن يكون هناك أكثر من مصدر للضوء في الغرفة بل يجب أن يكون الضوء قويًا بما يكفي لكي تتجنب الشعور بالنعاس.
جهز نفسك لوقت الفجرباتباع النصائح السابقة ستتمكن من البقاء مستيقظًا خلال ساعات الليل، ولكن سيبدأ النعاس بالتسلل إليك تدريجيًا بين الساعة الرابعة إلى الساعة الخامسة فجرًا، وهذا أمر طبيعي خصوصًا بعد الحرمان من النوم طوال الليل، لذلك جهز نفسك لهذا الوقت واستعد لأخذ الاحتياطات اللازمة حتى لا تقع فريسة للنعاس الذي سيغالبك، يمكنك عند الساعة الرابعة أن تزيد من جرعة الكافيين التي تتناولها، أو أن تزيد من شدة الإضاءة أو تبدأ في عمل أي نشاط من شأنه أن يبقيك مستيقظًا كغسل الوجه بالماء البارد أو الوضوء أو الصلاة أو القيام بأي أمر آخر يناسب طبيعة جسمك، فإن استطعت تخطي هذا الوقت بسلام، فهنيئًا لك.
كيف أعيد تنظيم نوميإذا كنت ترغب في إعادة تنظيم نمط نومك بعد فترة طويلة من البقاء مستيقظًا في الليل والنوم في النهار، قد يبدو الأمر صعبًا بالنسبة لك في البداية، ولكن باتباع النصائح التالية سيصبح الأمر سهلًا جدًا وستتمكن من إعادة تنظيم حياتك مجددًا.
لا تنم دفعة واحدةيخطئ الكثير من الناس حيث ما أن تنتهي الفترة التي كانوا يسهرون فيها حتى يغطوا في نوم عميق أثناء النهار، وبالتالي لن يستطيعوا النوم مجددًا في الليل فيجدون أنفسهم في حلقة مفرغة، ويكمن الحل هنا في عدم النوم دفعة واحدة بل تقسيم ساعات النوم إلى قيلولة صغيرة فقط وقت النهار، ليجد الإنسان نفسه قادرًا على النوم في الليل، وحاول أن لا تبقى في السرير خلال النهار، بل حاول أن تقوم بنشاطات مختلفة تبقيك نشطًا خلال النهار وتدفعك للنوم عندما يحل الليل.
هيء نفسكمن المهم أن تتخلص من العادات السابقة وأن تخلق لنفسك الظروف التي تساعدك على النوم ليلًا والبقاء مستيقظًا في النهار، أبق الستائر مفتوحة في النهار، وتجنب الإضاءات القوية ليلاً، واحرص على إيجاد جو هادئ ليلًا يدعو للاسترخاء بإمكانك أيضًا أن تشرب المشروبات الدافئة الخالية من الكافيين قبل النوم لتتنعم بنوم هادئ ليلًا. أما في ساعات النهار فحاول أن تبتعد عن كل ما قد يدعوك للنوم حتى لو لم تكن قد حصلت على ما يكفي من النوم مساءًا، قم بنشاطاتك اليومية المعتادة وبإمكانك الاستعانة بالقهوة والمنبهات الأخرى على مدار اليوم لتبقيك مستيقظًا ولكن تجنب هذه المنبهات قبل موعد النوم بـ 4 ساعات حتى لا تعرقل نمط نومك.
هذه إذًا هي الخطوات والنصائح التي ستساعدك على مقاومة النوم ليلًا والبقاء مستيقظًا لإنجاز أعمالك، والنصائح التي ستساعدك على إعادة تنظيم أنماط نومك مجددًا بعد فترة من السهر طوال الليل، ولكن من المهم أن نذكر مجددًا أنه إن لم تكن هناك حاجة ملحة للسهر فيفضل أن لا تلجأ للسهر لأضراره الصحية والنفسية عليك، فالسهر يؤدي إلى التوتر وتقدم سن البشرة والشيخوخة المبكرة وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأضرار الأخرى على صحة الجسم.
المقالات المتعلقة بكيفية مقاومة النوم