إنّ ليلة القدر هي ليلة عظيمة من ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك حسب التقويم الهجري لدى المسلمين في العالم، والأرجح أنّها ليلة السابع والعشرين من الشهر المذكور، وهي ليلة عظيمة، فهي خير من ألف شهر؛ يقول الله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [القدر: 3]، أي أنّ العمل الصالح فيها من صلاة وصيام وزكاة وصدقة وذكر يضاعف فيه الجزاء من عند الله، وفيها أمر الله سبحانه وتعالى ملكه جبريل بأن ينزل الآيات الأولى من القران الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فنزلت سورة العلق في هذه الليلة المباركة.
خص الله عباده بليلة يضاعف فيها العمل القليل، وصلاتها وقيامها عن قيام ألف شهر لقصر أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم مقارنة مع مَن سبقهم مِن الأمم، فعوّضهم عن ذلك بمضاعفة الثواب لهم.
كيفيّة صلاة قيام ليلة القدريعمر المسلمون مساجد الله في هذه الليلة المباركة، فيذكرون الله بالدعاء، والحمد، والاستغفار، والشكر، والتسبيح، والتهليل، ويقرؤون ما تيسر من سور القرآن الكريم فيطيلون التلاوة، ويصلون الليل حتى أذان الفجر كلّ بعدد الركعات التي يقدر، وبالكيفية التي يقدر قياماً أو قعوداً أو على جنبه، فتكون الصلاة ركعتين ركعتين بينهما تسليمة الاستراحة، وتؤدى الركعتان كغيرهما من فاتحة وسورة قصيرة وركوع وسجود، ثمّ التشهد فالصلاة الإبراهيميّة على التوالي في الركعة الثانية، لكنّ الذي يميز صلاة ليلة القدر أنّ النية تكون قيامَ ليلة القدر إيماناً واحتساباً لله تعالى.
تسمية ليلة القدريقال إنّ تسمية القدْر جاءت من المنزلة والمكانة العظيمة التي خصصها الله تعالى لمن اجتهد في القيام والطاعة خلال هذه لليلة، فيما يرى آخرون أنّ الله يكتب فيها أقدار الناس للسنة التالية حيث قال تعالى في محكم تنزيله: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) [الدخان: 4]، وهناك رأي ثالث بأنّ التسمية جاءت لأنّ الله سبحانه وتعالى أنزل على رسوله الكريم كتاباً ذا شأن عظيم خالداً إلى يوم الدين.
علامات ليلة القدرمن حكمة الله تعالى أنّ علامات ليلة القدر تظهر بعد فواتها؛ كي يجتهد كلّ الناس في سبيل إدراكها، فلا يتكاسلون عن الطاعات في العشر الأواخر انتظاراً لها، أما علاماتها فهي كالآتي:
المقالات المتعلقة بكيفية صلاة قيام ليلة القدر