نبيّنا الكريم "محمّد صلّى الله عليه وسلّم" أشرف الخلق وأكرم النّاس وأطهرهم، هو حبيب الله وحبيب الصحابة وحبيب المسلمين أجمعين. تشتاق نفوسنا لرؤياه وشفاعته وحبّه صلوات الله عليه. إنّ حبّه شعبة من شعب الإيمان ومن أرفع الواجبات الإسلاميّة التي يجب أن يتحلّى بها المسلمون.
إنّ حب الرسول "صلّى الله عليه وسلّم" الذي أرسله الله جلّ وعلا للبشرية جميعاً وأيّده الله بمعجزة القرآن أمر واجب علينا، ولا يكتمل إيماننا إلا به. فنحن يجب أن نحب رسولنا الكريم لأنّه حبيب الله سبحانه وتعالى، ولأنّه يحبّنا ويخاف علينا، وهو شفعينا يوم القيامة، وهو صاحب الأخلاق الرفيعة وقدوتنا في كلّ أمور حياتنا، وبمحبته والإلتزام بعلامات حبّه نكون قد أتممنا أهمّ علامات الإيمان.
ولحبّ الرسول علامات وطرق لإثبات حبنا له، علينا الإلتزام بها حتّى نكون ملتزمين بحبه - صلوات الله عليه - . ومن علامات حبّ الرسول طاعته وإتباع سنّته وإرشاداته، وهذه أوّل علامات حبّه صلّى الله عليه وسلّم، يقول سبحانه وتعالى: "... وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًاً" (سورة الأحزاب: 71).
أمّا العلامة الثانية من علامات حبّنا لرسولنا الكريم فهي غيرتنا على ديننا وفدائه، والشعور بالغضب والحزن عند إنتهاك حرمات الله وحرمات الدين، والغيرة على رسولنا الكريم بدفاعنا عنه ونحر الأعداء عن شتمه أو سبّه أو التقليل من قيمة هذا الرسول الطاهر. كما وعلينا أن نعظمّه ونوقرّه وأن لا نستهين بسننه أبداً. ومن علامات حبّنا له أيضاً ان نكثر من الصلاة عليه، وأن نكثر من ذكره، حيث أنّ الصلاة على النبي لها فضل كبير وتقرّبنا من الرسول وتزيد من حبّه لنا.
ومن علامات حبّه أيضاً حب كلّ ما يتعلق بالرسول نفسه، وحبّ كلّ ما يحبه أيضاً. ويكون ذلك بحبّ طعامه وشرابه المفضل، وحب الأماكن والأزمان التي تواجد فيها، وحب الصحابة وأهله الذين كانوا يحبهم. كما أنّ التخلّق والتحلّي بأخلاق الرسول وسيرته وطريقته وإتخاذه أسوة حسنة في كلّ أمور حياتنا، يقول سبحانه وتعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (سورة الأحزاب: 21)، فعلينا أن نهتدي بالرسول بكلّ أفعاله وبكل تفاصيل سيرة حياته، سواء أكان في طعامه وشرابه ونومه ومعاملاته وأخلاقه.
ومن علامات حبّنا لرسولنا الكريم أيضاً حرصنا على معرفة كل أخباره وكل تفاصيل حياته وسيرته والإتعاظ منها، ومطالعة الكتب التي تتناول حياته وسننه وأحاديثه، ومن أجمل الكتب التي من الممكن أن نعرف منها الكثير عن حياة رسولنا الكريم كتاب "الرحيق المختوم" وكتاب "وقفات تربوية في السيرة النبوية"، وغيرها الكثير من الكتب الإسلاميّة. كما علينا أن نحرص على أن نحدّث أبناءنا عن هذا الرسول الكريم الأميّ اليتيم، وأن نخبرهم بقصص حياته، حتّى تكون حياته نهجاً لنا في تربية أبنائنا.
المقالات المتعلقة بكيفية حب الرسول