محتويات
- ١ صلاة الظهر
- ١.١ فرض صلاة الظهر
- ١.٢ سنة صلاة الظهر
- ٢ كيفيّة أداء صلاة الظهر
- ٣ أهميّة الصلاة
- ٤ المراجع
صلاة الظهر
فرض الله - سبحانه وتعالى - علينا خمسَ صلواتٍ في اليوم والليلة، ولكلّ صلاةٍ من هذه الصلوات وقتها الخاص وعدد ركعات مختلفٍ عن الصلوات الأُخرى من حيث اقترانها بسنة أم لا، وقد كانت فرضيّة الصلوات في أساسها لتحقيق الهدف من خلق الإنسان وهو العبادة، فالصلاة أم العبادات، قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)[١]
صلاة الظهر هي الفريضة الثانية التي يؤدّيها المسلم في النهار بعد صلاة الفجر، وتُصلّى سراً بخفض الصوت في القراءة فيها، ويبلغ عدد ركعاتها أربع ركعات، إلاّ يوم الجمعة لمن يؤدّيها في المسجد؛ حيث تكون الصلاة فيها جهريّة وعدد ركعاتها اثنتين فقط. حدّد الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- وقتَ صلاة الظهر عندما تبدأ الشمس بالزوال عن وسط السماء وميلها وانكسارها نحو الغرب؛[٢] حيث قال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام: (وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر). [٣]
فرض صلاة الظهر
صلاة الظهر كغيرها من الصلوات الرباعية، فهي أربع ركعاتٍ تُصلّى سراً دون الجهر بها، وهي صَلاةٌ نهارية - تؤدّى في منتصف النهار - ويبدأ وقتها عند انتصاف الشمس في وسط السماء وميولها جهة الغرب قليلاً ويستمر حتى وقت العصر، ويفصل في صلاة الظهر بتشهدٍ أوسط يجلس فيه المُصلّي بعد الركعة الثانية منها، ثم تتم الصلاة حتى يصل إلى الركعة الرابعة ثم يجلس للتشهّد الأخير ويُسلّم.[٤]
سنة صلاة الظهر
رُوي في الصحيح عن أمُّ حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ النبي - عليه الصّلاة والسّلام - قال: (من حافظَ على أربعِ ركعاتٍ قبل الظهرِ، وأربعٍ بعدها، حرَّمَهُ اللهُ على النارِ)،[٥] فيكون بناءً على النص الوارد عدد ركعات سُنَّة الظهر ثماني ركعات، أربعٌ قبل أداء الفرض وبعد دخول وقت صلاة الظّهر، وأربعٌ بعد أداء صلاة الظهر وقبل خروج وقتها المعلوم.
اختلف الفُقهاء في تلك السُّنن هل جميعها سنن راتبة أم أنّ بعضها راتبةٌ وبعضها نوافل؛ فجعل بعض الفقهاء سنن الظّهر الرّاتبة أربع ركعات: هي اثنتين قبلها، واثنتين بعدها، أمّا الأربعة الأخرى فاعتبروها سنّة غير راتبة، ومنهم من جعل السنن الراتبة للظهر ستّ ركعات: أربع قبلها واثنتين بعدها، والرّكعتان الأخيرتين سنّة غير راتبة (نافلة)، ويرى فريقٌ آخر أنّها جميعها سنة راتبة، وإذا لم يُصلِّ الأربع التي قبل أداء الفرض فيجوز له أن يُصلّيها بعد صلاة الفرض، ويُسَنُّ له أن يفصل بين الفرضِ والسُنّة بكلامٍ أو قيامٍ أو حركةٍ، وقد استحبّ جمهور الفقهاء المواظبة على سنّة الظّهر القبليّة، ورجَّح ابن القيّم أنّ الأربع التي كان يُصلّيها قبل الظّهر هي وِردٌ مُستقلّ سببه انتصاف النّهار.[٤]
كيفيّة أداء صلاة الظهر
فيما يأتي بيانٌ لكيفيّة أداء صلاة الظهر بالتفصيل كما وردت عن الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: [٦]
- يجب بدايةً على المُسلم أن يراعي شروط وأركان صحّة الصّلاة والتي ستُذكر في الخطوات العمليّة لأداء صلاة الظهر.
- من الشروط المطلوب توافرها فيمن يريد أداء فرض الظهر قبل أن يشرع في صلاته أن يكون مسلماً بالغاً عاقلاً طاهراً من الحدثين الأصغر الذي يلزم له الوضوء كالبول، والغائط، والصوت، والريح، والأكبر الذي يلزمه الغسل كالجنابة، والحيض، والنفاس، وغير ذلك.
- يتوجه تلقاء الكعبة المشرفة بعد أن يقم في مكانٍ طاهر ويرتدي ثياباً طاهرة.
- أن ينوي بقلبه الصّلاة جماعةً أو منفرداً، ويُكتفى من النية مجرد ثبوتها في القلب ولا يشترط التلفّظ بها على لسانه مع سنية ذلك.
- أن يُكبّر تكبيرة الاستفتاح معلناً دخوله في الصلاة - وهي ركن - وذلك بقوله: (الله أكبر)، وسميت هذه التكبيرة تكبيرة الإحرام لأنها تحرم ما كان قبلها مباحاً كالأكل والشرب والكلام، وتتحقّق تكبيرة الإحرام بأن يرفع المصلي يديه حَذو منكبيه أو أذنيه.
- أن يضع كفّه اليُمنى فوق كفه اليُسرى وموضعهما تحت السرة عند الحنفية والحنابلة، وتحت الصدر فوق السرة عند الشافعيّة، أما عند المالكية فتصح الصلاة إذا أرسل يديه ولم يضع إحداهما فوق الأخرى.
- يقرأ دعاء الثّناء، وذلك عند الحنفيّة والحنابلة، ونصُّه أن يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جَدُّك، ولا إله غيرك)، أو دعاء التوجّه عند الشافعية وصيغته: (وجّهت وجهي للذي فطر السّماوات والأرض حنيفاً مٌسلماً وما أنا من المُشركين، إنّ صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أُمِرت وأنا من المسلمين).
- يقرأ سورة الفاتحة مفتتحاً بالبسملة.
- يقرأ ما تيسّر له من القرآن من سورٍ أو آيات أو آية منفردة.
- يُكبّر للانتقال للرّكوع وينحني ببداية التكبير نازلاً للركوع، ويُنهي انحناءه مع انتهاء التكبير للركوع.
- الاطمئنان حال القيام والركوع والسجود، ويقول أثناء ركوعه: (سبحان ربي العظيم وبحمده) مرّةً أو اثنتين أو ثلاثاً والسنة والتمام أن يقول ذلك ثلاث مرات.
- يرفع رأسه من الرّكوع قائلاً: (سمع الله لمن حمده)، ويقول المأموم عقب قول إمامه: (ربنا ولك الحمد).
- ينتقل من الركوع إلى السّجود، ويضع في أثناء نزوله للسجود ركبتيه قبل يديه وخالف في ذلك المالكيّة.
- يقول في سجوده: (سبحان ربي الأعلى وبحمده) ثلاثاً، ويصح ويجزئ إن قالها مرة أو مرتين ما دام اطمأن في سجوده.
- ينتقل من السجود إلى القيام بعد أن يأتي بسجدتين تامتين في كل ركعة، ثم يأتي بالركعة الثانية على الحالة التي ذكرت سابقاً دون أن يقرأ دعاء الاستفتاح.
- يجب أن يجلس بين السّجدتين مُطمئنّاً مُفترشاً رجله اليُسرى ويجلس عليها، واضعاً يديه على فخذيه.
- يجلس بعد الانتهاء من السجود الثاني في الركعة الثانية ويقرأ التشهّد الأوسط، وصيغته هي: (التّحيات لله، والصّلوات والطّيبات، السّلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته، السّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ مُحمّداً عبده ورسوله) فيُحلق بالسّبابة عند قوله :(إلا الله).
- أن يقوم للرّكعة الثّالثة ثم الرّابعة فيُؤدّي فيهما من الأعمال جميع ما قام بها في الرّكعتين الأولى والثّانية حتى يصل إلى الجلوس الأخير.
- يجلس للتشهّد الأخير ويقول فيه كما قال في التشهّد الأوسط بعد الركعة الثانية، ويزيد الصلاة الإبراهيمية بقوله: (اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد).
- الدعاء: يُسنّ الدعاء بعد الانتهاء من الصلاة الإبراهيميّة بما شاء المُصلّي من الدعاء مما فيه خيريْ الدنيا والآخرة، ويُستحب الدعاء بالمأثور ومنه ما ورد عن الرسول - عليه الصّلاة والسّلام - قوله: (اللهم إنّي أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شرّ فتنة المسيح الدجال]]).[٧].
- يُسلّم عن اليمين ملتفتاً يميناً، ثم عن الشّمال ملتفتاً شمالاً ويقول في كل تسليمة عن اليمين وعن الشمال: (السّلام عليكم ورحمة الله).
أهميّة الصلاة
فريضة الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، تلي ركن الشهادتيْن، وقد فرض الله علينا الصلوات الخمس لحكمٍ عديدة تعودُ علينا بالنفع، وتكمُن أهميّة الصلاة في أسباب عديدة منها:[٨]
- تقوّي صلة العبد بالله -عز وجل-، فحين يُناجي المسلم ويلجأ إلى ربّه طوال اليوم، سوف يتقرّب إلى ربّه أكثر.
- تغفر الذنوب وتُكفّر الخطايا، كما ورد عن الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: (أرأيتم لو أنّ نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كلّ يوم خمس مرات هل يبقى من درنه (وسخه) شيء"؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: "فكذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهنّ الخطايا).[٩]
- مدعاةٌ لاطمئنان النفوس وإسعادها، كما ورد عن الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: (جعلت قرّة عيني في الصلاة).[١٠]
- عونٌ للعبد على مصاعب الحياة ونوائبها، قال الله -عزّ وجل-: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ).[١١]
- تنهى عن الفحشاء والمنكر، قال الله -عز وجل-: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ).[١٢]
- نجاةٌ ونور يوم القيامة، عن النبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- أنَّهُ ذَكَرَ الصَّلاةَ يومًا بين أصحابه فقالَ: (مَن حافظَ عليها كانت لَهُ نوراً وبرهاناً ونَجاةً يومَ القيامةِ، ومن لم يحافِظ عليها، لم يَكُن لَهُ نورٌ ولا برهانٌ ولا نجاةٌ وَكانَ يومَ القيامةِ معَ قارونَ وفرعونَ وَهامانَ وأبيِّ بنِ خلفٍ).[١٣]
- الصلاة فلاح، وهي سببٌ من أسباب دخول الجنة إذا أدّاها المسلم بخشوع، قال الله -عز وجل-: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ).[١٤]
المراجع
- ↑ سورة هود، آية 114.
- ↑ "مواقيت الصلوات الخمس"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2016. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 612.
- ^ أ ب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي الحنبلي (1397)، حاشية الروض المربع شرح زاد المستقنع (الطبعة الأولى)، صفحة 217، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، الصفحة أو الرقم: 428، صحيح غريب.
- ↑ د وهبة بن مصطفى الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، سورية: دار الفكر، صفحة 955، جزء 2.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 588.
- ↑ محمد بن صالح العثيمين (4-9-2008)، "رسالة حول أهميّة الصلاة"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2016. بتصرّف.
- ↑ رواه الألبانيّ، في صحيح النسائي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 461.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3124.
- ↑ سورة البقرة، آية: 45.
- ↑ سورة العنكبوت، آية: 45.
- ↑ رواه الدمياطي، في المتجر الرابح، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 43.
- ↑ سورة المؤمنون، آية: 1-2.