يُعرَّف الإيمان لغة على أنّه التصديق، أما اصطلاحاً فهو تصديق الإنسان لمجموعةٍ من المُعتقدات يطلق عليها اسم أركان الإيمان. وأركان الإيمان من الأمور الحساسة في الدّيانة الإسلامية، والتي لا يمكن التهاون بها، وهي تختلف عن أركانِ الإسلام الخمسة بكونها ليست من الأعمال الظاهرة، فهي مستقرةٌ في القلب، لا يَطلع عليها إلا الله تعالى.
الإيمان إجمالاً دائرته أضيق من الإسلام، لما ورد في كتاب الله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)[الحجرات:14]، فأي إنسان قد يسلم وينقاد إلى الله، غير أنّ تصديق القلب وثقته الكاملة بالله تعالى هي مرتبة لا يصلها كل إنسان. وقد فصلت الدّيانة الإسلامية أركان الإيمان، وفي هذا المقال بيان لذلك.
أركان الإيمان في الدّيانة الإسلامية ستة هي: الإيمان بالله تعالى، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وقد وردتْ هذه الأركان بهذا الترتيب في عدد من النّصوص الدّينية.
لكل ركنٍ من أركانِ الإيمان أهميةٌ خاصة، ولو أمعنّا النّظر فيها لوجدنا أنّها مترابطةٌ متآزرة، وأنّها تعمل معاً على إيصال الإنسان إلى الله تعالى؛ فالرّكن الأول منّها هو الإيمان بشكلٍ مُطلقٍ وجازم بأنّ الله تعالى هو الإله الواحد الأحد، الذي ليس كمثله شيء، والله تعالى يُمكن الاستدلال عليه من خلال الآيات الكونية الظاهرة، والفطرة الإنسانية السليمة، أما الرّكن الثّاني فهو الإيمان بالملائكة الكرام، والاعتقاد بأنّهم خلقٌ مميز من خلق الله، يعبدون الله تعالى دائماً، ولا يعصون له أمراً، وأنهم موكَلون بوظائفَ خاصةٍ بهم. وقد عرَّفتنا النّصوص الدينية على بعض الملائكة الكرام، وأبرزهم جبريل - عليه السلام -، الموكَّل بالوحي.
ثالث أركان الإيمان هو الإيمان بالكتب السّماوية التي أنزلها الله تعالى على رسله، وأنبيائه، ولعلَّ أشهر هذه الكتب القرآن الكريم، والتوراة، والإنجيل، والزّبور، والتي أورد القرآن الكريم ذكرها في عددٍ من المواضع. وبعدها يأتي الإيمان بأنبياء الله تعالى ورسله الكرام - عليه السلام-، دون تفرقةٍ فيما بينهم، أو انتقاصٍ من شأنهم أو شأن بعضهم، أو استهزاءٍ بهم أو ببعضهم؛ فالأنبياء والرّسل الكرام هم أكرم وأفضل خلق الله، وهم الأكثر تضحيةً في سبيل الله وسعادة الإنسانية.
الرّكن الخامس هو الإيمان باليوم الآخر، وبكل ما وصلنا عنه من أخبار أخبرنا بها الله تعالى، وأخيراً فإنَّ على المؤمن الإيمان بالقدر شرِّه وخيره، وأنَّ كل ما يحدث له هو من تقديرات الله وبعلمه، ومع هذا فإنَّ على الإنسان المُسلم المؤمن أنْ ينتبه للأسباب، فالحياة قائمة على مبدأ السببية.